للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

البرَرَةِ الكرامِ.

وبعدُ:

"حَمَلةُ القرآنِ آلُ اللهِ" (١). وإنَّما قِيل: آلُ فرعونَ؛ لتصوُّره بصورةِ العظماءِ، ولا يُضاف إلَّا إلى عاقلٍ، فلا يُقال: آلُ القريةِ، وأمَّا ما وردَ مِن قولِ الشاعرِ (٢):

وانْصُرْ على آلِ الصَّليـ … ـبِ ..................... آلَك

فهو شاذٌّ، ويَدخُل على المضافِ إليه، كـ: فَعَلَ آلُ فلانٍ كذا بقريةٍ، ومنه قوله للحسين: "إنَّا آلَ محمَّد لا تَحِلُّ لنا الصدقةُ … " (٣) الحديث.

(البَررةِ الكرامِ) جمع بارٍّ، وهو: مَنْ غَلب عليه أعمالُ الخير. و"الكرام" جمع كريمٍ، والمرادُ به هنا مَنْ خَرج من نفسِه ومالِه للهِ تعالى، وكلُّ الصحابةِ كذلك منه.

(وبَعْدُ) يصحُّ في هذه الواو أن تكونَ عاطفةَ لقصَّة الثناءِ على الشرحِ على قصةِ الحمدِ والصلاةِ والسلامِ، والعامل في "بَعْدُ" محذوفٌ، أي: وأقولُ: وبَعْدُ، ويصحُّ أن تكونَ للاستئنافِ، وتكون الواو حينئذٍ نائبةً عن "أمَّا" فيكون الشارح آتيًا بالسُّنةِ.

وهي ظرفُ زمانٍ، أي: وبعدَ ما تقدَّم في الزمن، أو ظرفُ مكانٍ، أي: وبعدَ ما تقدَّم


(١) لم نقف عليه بهذا اللفظ، وذكر نحوه السيوطي في "الجامع الصغير -مع الفيض-" ١/ ٥٦ من حديث أنس بلفظ: "آلُ القرآن آلُ الله". وعزاه للخطيب البغدادى في "رواة مالك".
قال المناوي في "فيض القدير": من رواية محمد بن بزيع، عن مالك، عن الزهرى، عن أنس بن مالك، ثم قال مخرجه الخطيب: وبزيع مجهول. وفي الميزان: خبر باطل، وأقره عليه المؤلف في الأصل، وقال غيره: موضوع.
(٢) الرجز لعبد المطلب جدِّ النبي ، وهو في "الروض الأُنُف" للسهيلي ١/ ٧٠ وروايته فيه:
وانصُرْ على آلِ الصَّليـ … ـبِ وعابِدِيْهِ اليومَ آلَكْ
(٣) أخرجه أحمد (١٦٣٩٩)، من حديث ميمون -أو مهران- مولى النبي . وهو عند البخارى (١٤٨٥)، من حديث أبي هريرة بلفظ: "أما علمتَ أن آلَ محمد لا يأكلون الصدقة؟ ".