للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

صلاةً؛ لاشتمالها على الدُّعاءِ. مشتقة (١) من الصلَوَيْن، تثنية صلَا، كعَصَا، وهما عِرقان من جَانبيَ الذَّنَب، أو عَظْمان يَنْحنيانِ في الركوع والسجود (٢).

"المنتهى" (٣): "معلومة" بدل: "مخصوصة". كتب عليها ح ف: في "الفروع" (٤): "مخصوصة"، بدل: "معلومة"، وهي أولى.

(لاشتمالِها على الدعاء) من اشتمالِ الكلِّ على البعضِ، فلا يَرِدُ أنَّها كلها دعاء، وتُطْلَقُ أيضًا لغةً على الرحمة، وعلى اللزومِ، وعلى التبعيةِ، وعلى الإقبالِ على الشيءِ تقرُّبًا. وقد قيل: إن الصلاةَ مأخوذةٌ من ذلك، كما حكاهُ القاضي عياض في "تنبيهاته"، وهي مصدر صلَّى يصلِّي، وألِفُها منقلبةٌ عن واو، بدليلِ جمعِها على صلوات، تحركتِ الواو، وانفتحَ ما قبلَها، فقُلِبَت ألفًا، وإنما كُتِبَتْ في المصحف بالواو تفخيمًا. انتهى. ح ف. (مشتقَّة من الصَّلوَين إلخ) وقال ابنُ فارسِ (٥): من صليتُ العودَ، بتشديدَ اللام، إذا لينْتَه؛ لأنَّ المصلي يلينُ ويخشعُ قلبه في صلاته. وردهُ النووي (٦)، بأن لامَ الكلمةِ في الصلاةِ واو، وفي صليت ياء، فكيف يصحُّ الاشتقاق مع اختلافِ الحروف الأصلية، إذْ يُشتَرط في الاشتقاق الأصغرِ التوافقُ في الحروف؟.

وجوابُه: أن الواو وقعت رابعة، فقُلِبت ياء؛ لأنَّ القاعدةَ إذا وقعتِ الواو رابعة، تُقْلَبُ ياءً، ولعله ظن أن مرادَه صَلِيَت المخفف، تقول: صَلَيتُ اللحمَ صَليًا، إذا شويتَه، وإنما أرادَ ابنُ فارس المضعفَ.


(١) في الأصل و (م): "مشقة".
(٢) "المطلع" ص ٤٦.
(٣) ١/ ٣٩.
(٤) ١/ ٤٠١.
(٥) "مجمل اللغة" (صلي).
(٦) في "تحرير ألفاظ التنبيه" ١/ ٤٩.