للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتُسَنُّ متابعتُهما سرًّا بمثلِه

(وتُسنُّ متابعتهما) أي: المؤذِّنِ والمقِيم لسامعٍ ولو نفسه، أَو ثانيًا وثالثًا حيث سُنَّ، أو إنِ (١) السامعُ امرأةً، لكن لو سَمِع، وأجاب، وصلَّى في جماعة، لم يُجب الثاني؛ لأنَّه غيرُ مدعوٍّ بهذا الأذان. قاله في "المبدع". (سِرًّا بمثله) أي: يقول السامع سرًّا مثلَ ما يقول المؤذِّن والمقيمُ، ولو في طوافٍ أو قراءةٍ.

(ولو نفسه) قال في "الإنصاف": يجيبُ نفسَه خُفْيَةً، وعليه الجمهور. فإن [في] قوله (٢): " [و] يستحبُّ لمن سمعَ المؤذِّن" مِنْ ألفاظِ العموم (٣).

قال في "شرح الهداية": وذلك ليُجْمَع له أجرُ المؤذِّنِ على الدعاءِ، والإعلانِ، وأجرُ المستمعِ الموافقِ على الإسرارِ، والإخلاص، ولهذا أحببنا للإمامِ قول: آمين، وهو القارئُ، كما أحْبَبْنا للمستمعين، فكذلك هذا.

والحاصل أنَّه يسنُّ للمؤذِّنِ أنَّ يجيبَ نفسَه؛ ليَجْمَعَ بين ثوابَي الإجابةِ والأذان.

(أو ثانيًا وثالثًا) أي: أو سمعَ مؤذِّنًا ثانيًا، ومؤذِّنًا ثالثًا، فـ "ثانيًا" صفة لموصوفٍ محذوفٍ، حيثُ استُحِبَّ الأذانُ ثانيًا وثالثًا؛ لسَعَةِ البلد، أو نحوها، ولم يكن صلَّى في جماعة؛ لعمومِ الخبر، فإنْ صلَّى في جماعةٍ، لم يُجِبِ الثانيَ؛ لأنَّه ليس مدعوًّا بهذا الأذان. مصنِّف بإيضاح (٤).

(سرًّا) لا جهرًا، حالٌ من "تسنُّ".

(بِمثله) أي: بمثلِ ما يقول، وتكونُ متابعةُ الإجابةِ عَقِبَ كلِّ جملةٍ، أي: لا تقارنُ ولا تتأخَّرُ.

(ولو في طواف) أي: ولو كانَ السامعُ فيه.


(١) في (م): "كان".
(٢) أي: قول صاحب "المقنع" ٣/ ١٠٥.
(٣) "الإنصاف" ٣/ ١٠٧، وما بين حاصرتين منه.
(٤) "كشاف القناع" ١/ ٢٤٥.