للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفي لفظ الإقامة: أقامها اللهُ وأدامها، وفي التثويب: صَدَقْتَ وبَرِرْتَ. ويُصلِّي على النبيِّ بعد فراغه ويقول:

(و) إلَّا (في لفظِ الإقامة) أي: قولِ المقيم: قد قامتِ الصلاةُ، فيقول سامع: (أقامها اللهُ وأدامها، و) إلَّا (في التَّثْويب) وهو قولُ المؤذِّن: الصلاةُ خيرٌ من النوم، فيقول سامعٌ": (صَدَقْتَ، وبَرِرْتَ) بكسر الرَّاء الأولى، أي: صرتَ ذا بِرٍّ، أي: خير.

(ويُصلِّي على النبيِّ بعد فراغه) من الأذان والإجابة (ويقول) كلٌّ منهما:

(أقامَها الله وأدامَها) والأصلُ في استحبابِ إجابةِ المقيم، ما رَوى أَبو داود (١) بإسنادهِ عن بعضِ أصحابِ رسولِ الله ، أن بلالًا أَخذَ في الإقامة، فلمَّا أن قال: قد قامتِ الصلاةُ. قال النبي : "أقامَها الله وأدامَها" وقال في سائر الإقامة كنحو حديث عمر في الأذان (٢). مصنِّف (٣).

(بكسرِ الراء الأُولى) وحكيَ فتحُها. (أي: صرتَ ذا برٍّ، أى: خيرٍ) كثيرٍ. دنوشري. (بعد فراغه من الأذان) متعلِّقٌ بـ "يصلي" أي: ثُمَّ بعدَ الفراغِ من الأذانِ والإقامة (٤)، يصلِّي


(١) في "سننه" (٥٢٨) عن محمد بن ثابت العبدي، عن رجل من أهل الشام، عن شهر بن حوشب، عن أبي أمامة، أو عن بعض أصحاب النبي . قال المنذري في "مختصر سنن أبي داود": في إسناده رجلٌ مجهول، وشهر بن حوشب تكلَّم فيه غير واحد، ووثقه الإمام أحمد ويحيى بن معين.
وقال النووي في "المجموع" ١/ ١٢٩: هو حديث ضعيف؛ لأن الرجل مجهول، ومحمد بن ثابت العبدي ضعيف بالاتفاق، وشهر مختلف في عدالته.
(٢) يشير إلى الحديث الذي أخرجه مسلم في "صحيحه" (٣٨٥) عن عمر بن الخطاب قال: قال رسول الله "إذا قال المؤذِّن: الله أكبر، الله أكبر. فقال أحدكم: الله أكبر، الله أكبر. ثم قال: أشهد أن لا إله إلَّا الله. قال: أشهد أن لا إله إلَّا الله. ثم قال: أشهد أن محمدًا رسول الله، قال: أشهد أن محمدًا رسول الله. ثم قال: حيَّ على الصلاة. قال: لا حول ولا قوة إلَّا بالله، ثم قال: حي على الفلاح. قال: لا حول ولا قوة إلَّا بالله. ثم قال: الله أكبر، الله أكبر. قال: الله أكبر، الله أكبر، ثم قال: لا إله إلَّا الله. قال: لا إله إلَّا الله. من قلبه، دخل الجنَّةَ".
(٣) "فرح منتهى الإرادات" ١/ ٢٧٤.
(٤) جاء في حاشية الأصل ما نصه: "قوله: والإقامة. لعله: والإجابة، والإلكان مخالفًا لما في "شرح منصور" على "الإقناع" [١/ ٢٤٧] حيث قال عند قول الماتن: بعد فراغه، من الأذان وإجابته. ومخالفًا للشارح أيضًا، فإنه قال: (من الأذان والإجابة).