للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .

وهي الصلاةُ الوسطى، أي: الفُضْلَى.

الله" (١). مع زيادة.

(وهي الصلاةُ الوسطى) الوسطى مؤنَّثُ الأوسط، بمعنى الخيار، وفي صفةِ النبيِّ أنَّه كان من أوَسطِ قومِه (٢). أي: خيارِهم، وليسَ بمعنى متوسِّطة لكونِ الظُّهرِ هي الأُولى، بل بمعنىَ الفُضْلَى، كما في "المبدع" لكن قال ابنُ قندس: من جعلَ الفجر الأولى، فالعصرُ على قوله: الوسطى، ظاهرٌ؛ لأنَّ صلاتينِ قبلَها وصلاتين بعدَها، فهي بينَ أربعٍ، ومَن جعل الظُّهر أُولى، فوجهُ كونِ العصرِ الوسطى أنَّها صلاةٌ بين صلاتين إحداهُما أوَّلُ صلاةِ النهار، والأخرى أوَّلُ صلاةِ الليل.

والدليل على كونها الوسطى ما في الصحيحين: أن النبيِّ قال: "شغلونَا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس" (٣). ولمسلم (٤): "شغلونا عن الصلاةِ الوسطى، صلاةِ العصرِ" وفي مصحفِ عائشة: "وصلاة العصر" بدل: ﴿وَالصَّلَاةِ الْوسْطَى﴾ (٥) [البقرة: ٢٣٨]، وهو مذهبُ أكثرِ العلماءِ من الصحابةِ وغيرهم.


(١) "سنن" الترمذي (١٧٢) من حديث ابن عمر . قال الترمذي: هذا حديث غريب. وأخرجه أيضًا البيهقي في "السنن الكبرى" ١/ ٤٣٥ من طريق أحمد بن منيع شيخ الترمذي، ونقل البيهقي عن أبي أحمد بن عدى أنه قال: هذا الحديث بهذا الإسناد باطل.
ثم قال البيهقي: هذا حديث يعرف بيعقوب بن الوليد المدني، ويعقوب منكر الحديث، ضعفه يحيى ابن معين، وكذبه أحمد بن حنبل وسائر الحفاظ، ونسبوه إلى الوضع، نعوذ بالله من الخذلان، وقد روي بأسانيد أخر كلُّها ضعيفة. اهـ.
وأخرجه ابن الجوزى في "العلل المتناهية" ١/ ٣٨٨ وقال: هذا حديث لا يصح، ما رواه إلا يعقوب، وكان يضع الحديث على الثقات. قال يحيى: ليس بشيء. وقال أحمد: كان من الكذاببن الكبار.
(٢) أخرج الحاكم في "مستدركه" ٢/ ٤٤٤ من حديث ابن عباس : أن رسول الله كان أوسط بيت في قريش، ليس بطن من بطونهم إلَّا قد ولده … الحديث.
قال الحاكم: صحيح على شرطهما، ووافقه الذهبي.
وأخرجه البيهقي في "دلائل النبوة" ١/ ١٨٥ بلفظ: كان واسط النسب في قريش.
(٣) صحيح، البخاري (٢٦٣١)، و"صحيح" مسلم (٦٢٧) من حديت علي .
(٤) في "صحيحه" (٦٢٨).
(٥) أخرجه الطبرى في "تفسيره" ٤/ ٣٤٥. وينظر "مختصر شواذ القرآن" لابن خالويه ص ١٥.