للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

على أطرافِ أصابعِ رجلَيْه، ويجافي عَضُدَيْه عن جنبَيْه، وبطنَه عن فخذَيْه، وهما عن ساقَيْه، ويُفرِّق ركبتَيْه.

ويُكرَه تَرْكُ مباشرةِ الجبهةِ بالمصلَّى بلا عذرٍ.

ويقول: سبحانَ ربِّيَ الأعلى. وأدنى كماله ما سبق. ثم يرفعُ مكبِّرًا ويجلسُ مفترِشًا يُسراه، ناصبًا يمناه،

(على أطرافِ أصابعِ رجلَيْه) نَدبًا، ويوجِّهُها إلى القبلة (ويجافي) أي: يباعدُ الساجدُ ندبًا (عَضُدَيْه عن جنبَيْه، وبطنَه عن فخدَيْه، وهما) أي: فخذاه، يُبْعِدُهما (عن ساقيه) ما لمْ يُؤذِ جارَه. (ويفرِّق ركبتَيه) ورجلَيه وأصابِعَهما. وله أنْ يعتمدَ بمرفقَيْه على فخذَيْه إنْ طال.

(و) لا تجبُ مباشرةُ المصلَّى بشيءٍ مِنْ أعضاء السُّجود السَّبْعة، فتصحُّ ولو مع حائلٍ ليس من أعضاءِ سجوده، لكن (يُكْرَه تركُ مباشرةِ الجبهةِ بالمصلَّى) بفَتْحِ اللامِ المشدَّدةِ: اسمُ مفعول، أي: مكان السُّجود (بلا عُذْرٍ) كحرٍّ، أو بَرْدٍ، فإنْ جعلَ بعضَ أعضاءِ السُّجودِ فوقَ بعضٍ، كما لو وضعَ يَدَيه على فَخِذَيْه، أو جبهتَه على يدَيْه، لم يجزئْه، ويجزئُ بعضُ كلِّ عضوٍ. وإنْ جعلَ ظُهُورَ كفَّيْه، أو قدمَيْه على الأرض، أو سَجَدَ على أطرافِ أصابعِ يدَيه، فظاهرُ الخبر أنَّه يجزئه. ذكره في "الشَّرح" (١). ومَنْ عجز بالجبهةِ، لم يلزمْه بغيرِها، ويومئُ ما يمكنُه.

(ويقول) في سجودِهِ: (سبحانَ ربِّيَ الأعلى) على ما تقدَّم في تسبيحِ الركوع [(وأدنى كمالِه) أي: تسبيحِ السُّجودِ (ما سبق) في تسبيحِ الرُّكوع] (٢)، وهو ثلاثٌ.

(ثمَّ يرفعُ) رأسَه من هذه السجدةِ الأولى حالَ كوْنِه (مكبِّرًا، ويجلسُ) حالَ دونه (مفترشًا يُسراه) أي: يُسرى رجليه (ناصبًا يُمناه) ويخرجُها من تحتِه، ويثني أصابِعَها


(١) "الشرح الكبير ومعه الإنصاف والمقنع" ٣/ ٥١٤.
(٢) ليست في (م).