ويقول: ربِّ اغفر لي. ثلاثًا، ثم يسجد الثانيةَ كالأولى، ثم ينهض مكبِّرًا قائمًا على صدور قدمَيْه مُعْتمِدًا على ركبتَيْه، إن سهل، فيصلِّي الثانيةَ كذلك، غيرَ التحريمةِ والاستفتاحِ والتعوُّذ إن تعوَّذ في الأولى، ثم يجلس مفترِشًا، ويداه على فخذَيْه، قابضًا خِنْصَرَ يُمناه وبِنْصَرَها، مُحَلِّقًا إبهامَها مع الوسطى، مشيرًا بسبَّاحتِها عند ذِكْر الله،
نحوَ القبلة، ويبسط يَدَيْهِ على فخذيه، مضمومتَي الأصابع.
(ويقول) بين السَّجْدتين: (ربِّ اغفر لي. ثلاثًا) ندبًا، والواجبُ مرَّةَ.
(ثم يسجدُ) السجدةَ (الثَّانية كالأولى) فيما تقدَّم من التَكبيرِ، والتَّسبيحِ، وغيرهما.
(ثمَّ) يرفعُ رأسَه من السجدةِ الثانية، و (ينهضُ) أي: يقومُ حالَ كونِه (مكبِّرًا، قائمًا، على صُدُور قدمَيْه) ولا يجلسُ للاستراحةِ (مُعْتمِدًا على رُكبَتَيْه إن سَهُل) وإلَّا، اعتمد بالأرض. وفي "الغنية": يُكره أن يقدِّم إحدى رجليه (فيصلِّي) الركعةَ (الثانيةَ كذلك) أي: كالأولى (غيرَ التَّحريمةِ) أي: تكبيرةِ الإحرام (والاستفتاح، والتعوُّذِ إنْ تعوَّذ في) الرَّكعة (الأولى) وإلَّا، تعوَّذ في الثَّانية، وغيرَ تجديدِ النيَّةِ، فلا يُشرَعُ ذلك إلَّا في الأولى.
(ثمَّ) بَعْدَ فراغِه من الرَّكعةِ الثَّانية (يجلسُ مفترشًا) كجلوسِه بين السَّجْدتين (ويداهُ على فخدَيْه) ولا يُلْقِمُهما (١) ركبتَيْه (قابضًا خِنْصرَ يُمناه وبِنصرَها مُحلِّقًا) بضمِّ الميم، وتشديد اللام المكسورةِ (إبهامَها) أي: إبهامَ يُمنى يديْه (معَ) الأصبع (الوسطى) منها: بأنْ يَجْمَعَ بَين رَأسي الإبهامِ والوسطى، فتُشبه الحلْقةَ من حديدٍ ونحوه (مشيرًا بسبَّاحَتِها) وهي الأصبعُ التي تلي الإبهامَ، سُميت سبَّاحةً؛ لأنه يُشارُ بها للتوحيدِ، الذي هو رأسُ التَّنْزيه، الذي هو معنى التَّسبيح، وتسمَّى أَيضًا سبَّابةً؛ للإشارة بها للسَّبِّ، فيرفعُها مِنْ غيرِ تحريكٍ في تشهُّدِه ودعائه، في صلاةٍ وغيرها (عند ذِكْرِ الله) تعالى؛ تنبيهًا على التوحيد.
(١) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: ولا يلقمها، أي: لا يأخذ ركبتيه بيديه. انتهى تقرير المؤلف".