للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبسطُ اليُسرى ويقول: التحياتُ لله، والصلوات، والطيِّباتُ، السلامُ عليك أيُّها النَّبِيّءُ ورحمةُ الله وبركاتُه، السلام علينا وعلى عبادِ اللهِ الصالحينَ، أَشهدُ أنْ لا إلهَ إلَّا اللهُ، وأَشهدُ أن محمَّدًا عبدُه ورسولُه. وهو التشهُّد الأوَّل.

وقولُه: "مُفْتَرِشًا ويداهُ على فخذَيْه، قابضًا، مُحلِّقًا، مشيرًا" أحوالٌ مترادفةٌ، أو متداخلة.

(ويبسطُ) أصابعَ يدِه (اليسرى) مضمومة إلى القبلة. وكذا يبسطُ سبَّاحةَ اليمنى في غير حالِ الإشارةِ بها (ويقولُ) سرًا: (التحياتُ لله) أي: الألفاظُ التي تدل على السَّلام، والمُلْك، والبقاءِ والعظمةِ لله تعالى، أي: مملوكةٌ له، أو مختصَّةٌ به (والصلواتُ) أي: الخمسُ، أو الرَّحماتُ، أو المعبودُ بها، أو العباداتُ كلُّها، أو الأدعيةُ (والطيَّباتُ) أي: الأعمالُ الصَّالحةُ، أو مِنَ الكَلِم (السَّلامُ) أي: اسمُ السَّلام، وهو الله، أو: سلامُ الله وتحيتُه (عليكَ أيُّها النَّبيء) بالهَمْزِ من النَّبأ، أي: الخبر؛ لأنه يُخْبِرُ عن الله. وبلا هَمْز، إمَّا تسهيلًا، أو من النبوَّة: أي: الرفعة؛ لأنه مرفوعُ الرُّتبةِ على سائر الخلائق (١) (ورحمة اللهِ وبركاتُه) جمعُ بَرَكة: وهي النَّماءُ والزيادة (١) (السَّلامُ علينا) أي: على الحاضرين، مِنَ الإمام، والمأموم، والملائكةِ (وعلى عباء الله الصَّالحين) جمعُ صالح: وهو القائمُ بما عليه من حقوقِ الله، وحقوق عبادة (٢). وقيل: المكثرُ من العَمَلِ الصَّالحٍ، ويدخلُ فيه النساءُ، ومَنْ لم يشاركهُ في الصَّلاة.

(أشْهدُ) أي: أخبِرُ بأنِّي قاطعْ بـ (أنْ لا إله) أي: لا معبودَ بحقٍّ (إلَّا اللهُ) تعالى (وأشهدُ أن محمدًا عبدُه ورسولُه) إلى النَّاس كافَّةً.

(و) هذا المذكورُ (هو التشهدُ الأولُ) علَّمه النَّبِيُّ ابنَ مسعودٍ، وهو في


(١) "المطلع" ص ٨٠.
(٢) "المطلع" ص ٨١.