للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثم إن كانت الصلاةُ ثنائيَّة قال: اللهُمَّ صلِّ على محمَّد وعلى آلِ محمَّد، كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ، إئكَ حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّد وعلى آلِ محمَّد، كما باركتَ على آلِ إبراهيم، إنكَ حميدٌ مجيدٌ، أعوذ باللهِ من عذاب جهنّم، ومن عذاب القبرِ، ومن فتنةِ المَحْيا والمماتِ، ومن فتنةِ المسيحِ الدَّجَّال.

ثم يقول

"الصحيحين" (١).

(ثم) بعدَ فراغِه من التشهُّد الأوَّل (إن كانتِ الصَّلاةُ) التي أَحرم بها (ثنائيَّةً) كالصُّبحِ والرَّاتبة (قال: اللهمَّ صلِّ على محمدٍ وعلى آلِ محمدٍ، كما صلَّيتَ على آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ، وبارِك على محمَّدٍ وعلى آلِ محمَّدٍ، كما باركتَ على آلِ إبراهيمَ، إنك حميدٌ مجيدٌ) لأمرِه بذلك في المتَّفق عليه مِنْ حديثِ كعب بن عُجرةَ (٢). ولا يجزئ لو أبدل "آل" بـ "أهل"، ولا تقديمُ الصَّلاة على التشهّد.

ثُمَّ يستعيذُ نَدْبًا، فيقول: (أعوذُ بالله من عذابِ جهنّم، ومِنْ عذاب القبرِ، ومِنْ فتنةِ المحيا والممات) أي: الحياةِ والموتِ (ومن فتنةِ المَسِيحِ) بالحاء المهملة (الدَّجَّال).

وله الدعاءُ بما ورد في الكتاب، أو السُّنَّة، أو عن السَّلفِ، أو بأمرِ الآخرةِ، ولو لم يُشْبِهْ ما ورد. وليس له الدعاءُ بشيءٍ مما يُقصدُ به ملاذُّ الدنيا وشهواتُها، كقوله: اللهُمَّ ارزقني جاريةً حسناء، أو طعامًا طيِّبًا، وتبطلُ به.

(ثمَّ) يسلم وهو جالس؛ لقوله : "وتحليلُها التسليمُ" (٣) وهو منها، فـ (ـيقول


(١) "صحيح" البخارِي (٦٢٦٥)، و"صحيح" مسلم (٤٠٢) (٥٩)، وهو عند أحمد (٣٩٣٥).
(٢) "صحيح" البخاري (٣٣٧٠)، و"صحيح" مسلم (٤٠٦)، وهو عند أَحْمد (١٨١٠٤) وكعب بن عجرة: هو أبو مُحَمَّد الأَنْصَارِيّ، من أهل بيعة الرِّضوان (ت ٥٢ هـ). "الإصابة" ٨/ ٢٩٤ - ٢٩٦، "السير" ٣/ ٥٢ - ٥٤.
(٣) سلف تخريجه ص ٩٠ عند قوله : "وتحريمها التكبير".