للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ومدافعُ أحدِ الأخبثَيْن، ومحتاجٌ لطعامٍ بحَضْرتِه، وخائفٌ ضياعَ مالِه، أو فواتَه، أو ضررًا فيه، أو موتَ قريبه، أَو رفيقِه، ومن يمرِّضهما، أو خاف على نفسِه ضررًا، أو سلطانًا، أو ملازمةَ غريمه ولا شيءَ معه،

"يعذر"؛ لأنَّه لما مَرِض، تخلَّف عنِ المسجد، وقال: "مُرُوا أبا بكر فليصلِّ بالناس" متّفقٌ عليه (١). وكذا خائفٌ حدوثَ مرضٍ، بشرطِ ألَّا يكونَ المريضُ والخائفُ حدوثَ المرض بالمسجد، وإلَّا، لم يُعذَر.

وتلزمُ الجمعةُ مَنْ لم يتضرَّرْ بإتيانها راكبًا أو محمولًا، أو تبرَّع أحدٌ به، أو بقَوْد أعمى.

(و) يُعذر بتَرْكِ جمعةٍ وجماعةٍ (مدافعُ أَحَدِ الأَخبثَيْن) البولِ والغائطِ؛ لأنَّه يمنعُه من إكمالِ الصلاة وخشوعِها.

(و) يُعذر بتركِ جمعةٍ وجماعةٍ (محتاجٌ لطعام) إن كان ذلك الطعامُ (بحضرته) أي: المحتاجِ، وله الشبع؛ لخبر أنسٍ في الصَّحيحين "ولا تعجلَنَّ حتى تفرُغ منه" (٢).

(و) يُعذر بتركِ جمعةٍ وجماعةٍ (خائفٌ ضياعَ مالِه) كغَلَّة ببيادرها (أو) خائفٌ (فواتَه) بالنَّصْبِ، كشرودِ دابَّته، أو إباقِ عبدِه (٣)، وسفرِ نحوِ غريمٍ له (أو) خائفٌ (ضررًا فيه) أي: في ماله، كاحتراقِ خبزٍ، أو طبيخٍ، أو إطلاقِ ماءٍ على نحو زرعِه بغيبته.

(أو) خائفٌ بحضور جمعةٍ وجماعةٍ (موتَ قريبه) نصًّا (أو) موتَ (رفيقِه) ويُعذر بتركِ جمعةٍ وجماعةٍ (من يمرِّضهما) أي: من يتولَّى تمريضَ قريبِه أو رفيقه.


(١) البخاري (٦٦٤)، ومسلم (٤١٨).
(٢) هو بهذا اللفظ في الصحيحين: البخارى (٦٧٣)، ومسلم (٥٥٩) (٦٦) لكن عن ابن عمر ، وهو عند البخاري (٦٧٢)، ومسلم (٥٥٧) عن أنس بنحوه.
(٣) في (م): "عبد".