للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أو فواتَ رُفقته بسفر، أو تطويلَ إمامٍ، أو أذًى بمطرٍ، أو نحوهِ، أو غلبةَ نُعاسٍ، وريحٍ باردةٍ شديدة، بلَيْلةٍ مُظْلمةٍ.

(أو خاف) بحضورِ جمعةٍ وجماعةٍ (على نفسِه ضررًا) من نحوِ لصٍّ (أو) خاف على نفسه (سلطانًا) يأخذُه (أو) خاف (ملازمةَ غريمِه ولا شيءَ معه) أي: لا قدرةَ له على الوفاء؛ لأنَّ حبسَ المعسرِ ظلمٌ، وكذا إن كان الدَّين مؤجَّلًا، وخشي أنْ يطالبَ به قَبْلَ أجلِه، فإنْ كان حالًّا وقدرَ على وفائه، لم يُعذر؛ لأنَّه ظالم.

(أو) خاف (فواتَ رُفقتِه بسفرٍ) مباحٍ، أنشأه أو استدامه؛ لما في ذلك كلِّه مِنَ الضَّرر عليه.

(أو) خاف (تطويلَ إمامٍ) يتأذَّى به.

(أو) خاف (أذىً بمطرٍ ونحوِه) كوَحَلٍ وثلجٍ وجليدٍ.

(أو) خاف (غَلَبَةَ نُعاس) يخافُ به فَوتها في الوقت، أو مع إمام.

(و) يُعذر بتركِ جمعةٍ وجماعةٍ خائفٌ أذى بـ (ـريحٍ (١) باردةٍ، شديدةٍ، بليلةٍ مظلمةٍ) لحديثِ ابنِ عمرَ: كان النبي ينادي مناديه في اللَّيلةِ الباردةِ أو المَطِيْرة: "صلُّوا في رحالِكم". رواه ابنُ ماجه (٢). وتقييدُه الريحَ بكونِها شديدةً ليس في "المنتهى"، بل صرَّح بنفيه في "الإقناع" (٣) فقال: ولو لم تكنْ شديدةً.


(١) في (م): "ريح".
(٢) في "سننه" (٩٣٧)، وهو عند البخاري (٦٣٢)، ومسلم (٦٩٧)، وأحمد (٤٤٧٨).
(٣) ١/ ٢٦٩.