للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ولمريضٍ يلحقُه بتركه مشقَّة.

وبين العشاءَيْن لمطر (١) يَبُل الثيابَ وتوجدُ معه مشقَّةٌ،

سائرًا في الجمعَين.

(و) يجوزُ الجمعُ بين الظُّهرَيْن، وبين العِشاءَيْن أيضًا (لمريضٍ يلحقُه بتركهِ) أي: الجَمْعِ (مشقَّةٌ) لحديثِ ابن عباسِ: أنَّ النبيَّ جَمَعَ مِنْ غيرِ خوفٍ ولا مطرٍ. وفي روايةٍ: مِنْ غيرِ خوفٍ ولا سفرٍ. رواهما مسلم (٢). ولا عُذْرَ بعد ذلك إلا المرض.

(و) يجوزُ الجمعُ (بين العِشاءَيْن) دون الظهْرَين (لمطرٍ يَبُل الثيابَ وتوجدُ معه مشقَّة) لأنَّ السنَّةَ لم تَرِد بالجمعِ لذلك (٣) إلا في المغرب والعشاء. رواه الأثرم (٤). وروى النَّجاد (٥) بإسناده: أن النبيَّ جَمَعَ بين المغربِ والعشاء في ليلةٍ مطيرةٍ (٦). فإنْ بلَّ المطرُ النَّعلَ فقط، أو البدنَ، أو لم توجدْ معه مشقَّةٌ، فلا.


(١) في المطبوع: "لمرض".
(٢) برقم (٧٠٥) (٤٩) و (٥٤)، وهو عند أحمد (١٩٥٣)، (٢٥٥٧).
(٣) في (م): "كذلك".
(٤) لعله في "سننه" ولم تطبع، وذكره عنه مجد الدين ابن تيمية في "المنتقى" ٢/ ٥.
(٥) في (م):"البخاري"، وفي (ز): "النجار". والنجَّاد هو: أبو بكر، أحمد بن سليمان بن الحسن بن إسرائيل بن يونس، الفقيه الحنبلي، والمعروف بالنجاد، صنّف في السنن كتابًا كبيرًا. (ت ٣٤٨ هـ). "طبقات الحنابلة" لأبي يعلى ٢/ ٧ - ١٢، و "تاريخ بغداد" ٤/ ١٨٩ - ١٩٢.
(٦) هكذا أورده في "منار السبيل" ١/ ١٣٧، قال الألباني في "إرواء الغليل" ٣/ ٣٩: ضعيف جدًا، وقد وقفت على إسناده، رواه الضياء المقدسي في "المنتقى من مسموعاته بمرو" عن الانصاري: حدثني محمد بن زريق بن جامع المديني، أبو عبد الله -بمصر- ثنا سفيان بن بشر قال: حدثني مالك بن أنس، عن نافع، عن ابن عمر ان النبي .. الحديث. قال الألباني: وهذا إسناد واهٍ جدًا، وآفته الانصاري محمد بن هارون … إلخ. وينظر تتمة الكلام ثمة. وأورده ابن حجر في "التلخيص الحبير" ٢/ ٥٠ لكن في الجمع بين الظهر والعصر، وقال: ليس له أصل، وإنما ذكره البيهقي [٣/ ١٦٨ من طريق مالك في "الموطأ" ١/ ١٤٥] عن ابن عمر موقوفًا عليه، وذكره بعض الفقهاء عن يحيى بن واضح، عن موسي بن عقبة، عن نافع، عن ابن عمر مرفوعًا. اهـ.