للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويلبس أحسنَ ثيابهِ، ويُبكِّر إليها ماشيًا، ويدنُو مِنْ إمامِه، ويقرأ سورةَ الكهفِ في يومِها،

الجمعةِ الأخرى" رواه البخاري (١).

(و) أنْ (يلبسَ أحسنَ ثيابه) لورودِه في بعضِ ألفاظِ الحديث (٢)، وأفضلُها البياضُ (٣). ويعتَمَّ، ويرتديَ.

(و) أنْ (يُبَكِّرَ إليها ماشيًا) لقوله : "ومَشَى ولمْ يركب" (٤) ويكونَ بسكينةٍ ووقارٍ بعدَ طلوعِ الفَجْرِ الثاني.

(و) أنْ (يدنُوَ مِن إمامِه) مستقبلَ القبلةِ؛ لقولِه : "مَن غَسَّلَ واغتَسل، وبكَّر وابتكر، ومشى ولمْ يركبْ، ودنا من الإمامِ، فاستمع، ولم يَلْغُ، كان له بكلِّ خُطوةٍ يخطوها أجرُ سنةٍ: عمل صيامِها وقيامِها" رواه أحمدُ وأبو داود، وإسنادُه ثقات (٥). ويشتغلَ بالصَّلاةِ والذِّكْر والقرآن.

(و) أنْ (يقرأَ سورةَ الكهفِ في يومِها) أي: الجمعةِ؛ لحديثِ أبي سعيدٍ مرفوعًا:


(١) في "صحيحه" (٨٨٣) وفيه: "أو يمس من طيب بيته" بدل: "من طيب امرأته" واللفظة المذكورة عند أبي داود (٣٤٧) من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص . قال في "كشف القناع" ٣/ ٣٧١: وقوله: "من طيب امرأته" أي: ما خفي ريحه، وظهر لونه؛ لتأكد الطِّيب.
(٢) أخرج أبو داود (٣٤٣)، وأحمد (١١٧٦٨) عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة قالا: قال رسول الله : "من اغتسل يوم الجمعة واستاك، ومسَّ من طيبٍ. إن كان عنده -ولبس من أحسن ثيابه … كانت كفارة لما بينها وبين الجمعة التي قبلها".
(٣) أخرج أبو داود (٣٨٧٨)، والترمذي (٩٩٤)، وابن ماجه (١٤٧٢)، وهو عند أحمد (٢٤٧٩) عن ابن عباس قال: قال رسول الله : "البسوا من ثيابكم البياض فإنها من خير ثيابكم … " الحديث. قال الترمذي: حديث حسن صحيح.
(٤) قطعة من الحديث الآتي تخريجه قريبًا.
(٥) أحمد (١٦١٧٥)، وأبو داود (٣٤٥)، وأخرجه أيضًا الترمذي (٤٩٦)، والنسائي في "المجتبى" ٣/ ٩٦، وابن ماجه (١٠٨٧)، من حديث أوس بن أبي أوس الثقفي . قال الترمذي: حديث حسن.