للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

"اللهمَّ اغفِرْ له، وارحمْه، وعافِه، واعفُ عنه، وأَكْرِمْ نُزُلَه، وأوسِعْ مَدخلَه، واغسِلْه بالماءِ والثلج والبَرَد، ونقِّهِ من الذُّنوبِ والخطايا كما ينقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، وأَبْدِلْه دارًا خيرًا مِنْ دارِه، وزوجًا خيرًا مِنْ زوجِه، وأَدْخِلْه الجَنَّةَ، وأَعِذْهُ من عذاب القبرِ وعذاب النَّار". وأفْسِحْ له في قبرِه، ونوِّرْ له فيه. ويؤنِّثُ الضميرَ على أَنثى.

أحمدُ والترمذي وابنُ ماجه مِنْ حديث أبي هريرةَ (١)، لكن زاد فيه الموفَّق: "وأنتَ على كلِّ شيءٍ قدير" (٢).

لفظُ السُّنة: (اللهمَّ اغفرْ له، وارْحَمْه، وعافِهِ، واعْفُ عنه، وأكَرِمْ نزُلهَ) بضمِّ النون والزاي، وقد تُسكَّنُ الزايُ: أي: قِرآه، وهو ما يقدَّم للضيف (٣) (وأَوْسِعْ مَدخَله) بفتح الميم: موضعُ الدخول، وبضمِّها: الإدخالُ (٤) (واغسِلْه بالماءِ والثَّلْجِ والبَرَد) بالتَّحريكِ: المطرُ المنعقِد (٥) (ونقِّهِ من الذُّنوبِ والخطايا، كما ينقَّى الثوبُ الأبيضُ من الدَّنَس، وأَبدِلْهُ دارًا خيرًا مِنْ داره، وزوجًا خيرًا مِنْ زوجِه، وأدخِلْه الجنَّة، وأَعِذهُ من عذابِ القَبْرِ وعذابِ النَّارِ) رواهُ مسلم من حديثِ عوفِ بن مالك أنَّه سمع النبيَّ يقول ذلك على جنازة حتى تمنَّى أنْ يكونَ ذلك الميت، وفيه: "وأَبدِله أهلًا خيرًا من أهلِه وأَدخِلْه الجنَّة" (٦). زاد الموفَّقُ (٧) لفظَ: "من الذنوب" (وأفسِحْ له في قبرِه، ونوِّرْ له فيه) لأنّه لائقُ بالحال.

(ويؤنِّث الضميرَ) في صلاة (على أنثى) فيقول: "اللهمَّ اغفرْ لها وارْحَمْها" إلى


(١) أحمد (٨٨٠٩)، والترمذي (١٠٢٤)، وابن ماجه (١٤٩٨)، وهو عند أبي داود (٣٢٠١).
(٢) "العُدَّة في شرح العمدة" ١/ ١٦٧، وأخرج هذه الزيادة أيضًا ابن ماجه (١٥٠٠)، وفي إسناده: فرج بن فضالة؛ قال الحافظ في "التقريب": ضعيف.
(٣) "المطلع" ص ١١٧.
(٤) "المطلع" ص ١١٨.
(٥) "المصباح المنير" (برد).
(٦) "صحيح" مسلم (٩٦٣)، وهو عند أحمد (٢٣٩٧٥) وعوف بن مالك: هو أبو عبد الرحمن، وقيل: أبو محمد بن أبي عوف الأشجعي، أسلم عام خيبر، ونزل حمص، وسكن دمشق، آخى النبي بينه وبين أبي الدرداء. (ت ٧٣ هـ في خلافة عبد الملك). "الإصابة" ٧/ ١٧٩.
(٧) "العُدَّة في شرح العمدة" ١/ ١٦٨.