للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

مسار الصفحة الحالية:

وعِلْكٌ قويٌّ، فإنْ وَجدَ طعمَهُما بحلقِه، أفطر، وحَرُم مضغُ عِلْكٍ يتحلَّلُ مطلقًا، وبلعُ نخامةٍ، ويفطِرُ بها.

وتكرُه قُبْلةٌ، ودواعي وطءٍ لمن تحرِّك شهوتَه.

(و) مَضْغُ (عِلْك قويٍّ) وهو الذي كلَّما مضغتَه صَلُبَ وقوِيَ؛ لأنَّه [يجلبُ الفم] (١)، ويَجمعُ الرِّيقَ، ويورثُ العطشَ. (فإن وَجَد طعمَهُما) أي: الطَّعام والعِلْك (بحَلْقِه، أَفطر) لأنَّه أوصلَه إلى جَوْفه (وحَرُم) على صائمٍ (مَضْغُ عِلْكٍ يتحلَّل مُطْلقًا) أي: سواء بَلَع ريقَه أوْلا.

(و) حَرُم (بَلعُ نُخامةٍ) سواء كانت من جَوفِه أو صَدْرِه أو دِماغه (ويفطِر بها) أي: بالنُّخامة إنْ وصَلَت إلى فمه؛ لأنَّها من غير الفم. وكذا إذا تنجَّس فمهُ بدمٍ أو قَيْءٍ ونحوه، فبلَعَه، وإن قلَّ؛ لإمكان التحرُّز عنه (٢).

(وتُكرَه قُبْلةٌ، ودواعي وطءٍ) كلمسٍ، وتكرارِ نظرٍ (لمن) أي: لصائمٍ (تحرّكُ) القُبلةُ والدَّواعي (شهْوتَه) لأنَّه نَهى عنها شابًّا، ورخَّص لشَيخٍ. رواه أبو داود من حديث أبي هريرة (٣). وتَحرُم إن ظنَّ إنزالًا.


(١) في (م): "يجلب البلغم". وجاء لفظ العبارة في "المغني" ٤/ ٣٥٨، و"الشرح الكبير" ٧/ ٤٨١، و"الفروع" ٥/ ٢٤، و"الإنصاف" ٧/ ٤٨٠، و"شرح منتهى الإرادات" ٢/ ٣٧٣: ويحلب الفم.
قال النووي في "المجموع" ٦/ ٤٠٦: ولفظ الشافعي في "مختصر المزني": وأكره العلك؛ لأنه يحلب الفم. قال صاحب "الحاوي": رويت هذه اللفظة بالجيم وبالحاء، فمن قال بالجيم، فمعناه: يجمع الريق فربما ابتلعه، وذلك يبطل الصوم في أحد الوجهين، ومكروه في الآخر، قال: وقد قيل: معناه: يُطيِّب الفمَ ويزيل الخلوف. قال: ومن قاله بالحاء، فمعناه: يمتصُّ الريق، ويجهد الصائم، فيورث العطش. اهـ.
ولفظ العبارة كما في مطبوع "الروض المربع" ١/ ٤٣١: يجلب الفم، وفي "كشاف القناع" ٢/ ٣٢٩: يجلو الفم. اهـ. وكلاهما تصحيف.
(٢) في (ح) و (ز) و (س): "منه".
(٣) "سنن" أبي داود (٢٣٨٧). وذكر الحافظ ابن حجر في "الفتح" ٤/ ١٥٠ أن فيه ضعفًا، وقال النووي في "المجموع" ٦/ ٤٠٨: رواه أبو داود بإسنادٍ جيد، ولم يضعفه. اهـ. ويشهد له ما رواه البيهقي في "السنن الكبرى" ٤/ ٢٣٢ عن عائشة أن النبي رخَّص في القبلة للشيخ وهو صائم، ونهى عنها الشاب، وقال: "الشيخ يملك إربه، والشاب يفسد صومه".