للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وتجرُّدٌ عن مَخِيْطٍ في إِزارٍ ورداءٍ أبيضَيْنِ نظيفَيْنِ،

وهو محرِمٌ. متفقٌ عليه (١).

وكرِهَ أنْ يتطيَّبَ في ثوبِه، وله استدامةُ لُبسِه ما لم ينزِعْه، فإنْ نزعَه، فليسَ له أنْ يلبسَه قبلَ غَسل الطِّيبِ منه. ومتى تعمَّدَ مسَّ ما على بدنِه منَ الطِّيبِ، أو نحَّاه عن موضِعِه، أَثِمَ وفَدَى، لا إنْ سالَ بعَرَقٍ أو نحوِ شمسٍ.

(و) سُنَّ له أيضًا (تجرُّد) ذكرٍ (عن مَخيطٍ) وهو: كلُّ ما يخاطُ على قدْرٍ الملبوسِ عليه، كالقميصِ والسَّراويلِ. قال المصنِّفُ (٢): وكذا الدِّرعُ ونحوه ممَّا يصنعُ من لِبْدٍ ونحوِه على قدْرِ الملبوسِ عليه، وإن لم يكنْ فيه خياطةٌ. انتهى؛ لأنَّه تجرَّدَ لإهلالِه. رواه الترمذي (٣).

وسُنَّ له أيضًا أنْ يُحرمَ (في إزارٍ ورداءٍ أبيضينِ نظيفين) ونعليْن؛ لقولِه : "وليُحرِمْ أحدُكم في إزارٍ، ورداءٍ، ونعلَين" رواه أحمد (٤). والمرادُ بالنَّعلينِ التاسومة (٥)، ولا يجوزُ له لبسُ السَّرْمُوزة (٦) والجُمْجُمِ، قالَه في "الفروع" (٧).


(١) البخاري (٢٧١)، ومسلم (١١٩٠) واللفظ له، وهو عند أحمد (٢٤١٠٧). والوبيص: البريق. "النهاية" (وبص).
(٢) في "كشاف القناع" ٢/ ٤٠٧.
(٣) في "سننه" (٨٣٠) من حديث زيد بن ثابت ، وقال: هذا حديث حسن غريب. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٣٥: حسنه النرمذى، وضعَّفه العقيلي. وقال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" ١/ ٣٥٦: رواه الترمذى … وقال: حسن، وذكر. ابن السكن في صحاحه، وضعَّفه ابن القطان.
(٤) في "مسنده" (٤٨٩٩)، وهو عند ابن الجاورد في "المنتقى" (٤١٦)، وابن خزيمة في "صحيحه" (٢٦٠١) من حديث ابن عمر . قال الحافظ في "التلخيص الجير" ٢/ ٢٣٧: رواه ابن المنذر في "الأوسط"، وأبو عوانة في "صحيحه" بسند على شرط الصحيح.
(٥) التاسومة: ضرب من الأحذية، تعريب تَاسُم. "معجم الألفاظ الفارسية المعرَّبة" للسيد أدَّى شير ص ٣٣.
(٦) السَّرْمُوزة: فارسي، نوع من الأحذية، وتعريبه: السرموج. وهو مركب من سَرْ، أي: فوق، ومن مُوزة، أي: الخف. "معجم الألفاظ الفارسية المعرَّبة" ص ٩٠.
(٧) ٥/ ٤٢٥، وفيه: أنَّه يجوز لبسه.