للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وإحرامٌ عَقِبَ صلاةٍ.

ونيَّتُه شرطٌ، ويُستحبُ قولُه: اللَّهمَّ إنِّي أريدُ نُسُكَ كذا، فَيَسِّرْهُ لي وتقبَّلْه مِنِّي، وإنْ حبَسني حابسٌ، فمحِلِّي حيثُ حبَستني.

وفي "القاموس" (١): الجُمْجُمُ: المداسُ، معرَّبٌ.

(و) سُنَّ (إحرامٌ عَقبَ صلاةِ) فرضٍ أو نفلٍ؛ لأنَّه أَهلَّ دُبُرَ صلاةٍ. رواه النَّسائي (٢).

(ونيَّتُه شرطٌ) فلا يصيرُ محرِمًا بمجرَّدِ التَّجرُّدِ، أو التَّلبيةِ، من غير نيَّةِ الدُّخولِ في النُّسُكِ؛ لحديثِ: "إنَّما الأعمالُ بالنِّيات" (٣). (ويُستحبُّ قولُه: اللَّهمَّ إنِّي أُريدُ نُسُكَ كذا) أي: يُسنُّ أنْ يُعيِّنَ ما يُحرمُ به ويلفِظَ به، وأنْ يقولَ: (فيَسِّرْهُ لي، وتقبَّلْه مِنِّي) وأن يشترطَ، فيقول: (وإن حبسَني حابسٌ) أي: منعني مانعٌ من مرضٍ أو عدوٍّ أو ذهابِ نفقةٍ ونحوِه (فمحِلِّي) بكسرِ الحاءِ المهملةِ: أي: مكانُ حلولي وخروجي من الإحرامِ (حيثُ حبستني) أي: مكانُ حصولِ ذلك المانع؛ لقوله لضُباعةَ بنت الزُّبيرِ (٤) حينَ قالت له: إنِّي أريدُ الحجِّ وأجدُني وَجِعَةً. فقال: "حُجِّي واشترطي وقولي: اللَّهمَّ محِلِّي حيثُ حبستَني" متَّفقٌ عليه (٥). زادَ النَّسائي (٦) في روايةٍ إسنادُها جيِّدٌ: "فإنَّ لكِ على ربِّكِ ما استثنيتِ". فَمتى حُبسَ بشيءٍ ممَّا ذكرَ، حَلَّ، ولا شيءَ عليه.


(١) مادة: (جمم).
(٢) في "المجتبى" ٥/ ١٦٢ من حديث ابن عباس ، وهو عند الترمذي (٨١٩)، وأحمد (٢٥٧٩). وأخرجه أبو داود (١٧٧٠) ضمن حديث طويل وفيه: "فأهل بالحج حين فرغ من ركعتيه … " قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٣٨: وفي إسناده: خصيف، وهو مختلف فيه.
(٣) سلف ١/ ٢٦٦.
(٤) هي: ضباعة بنت الزبير بن عبد المطلب، الهاشمية، بنت عمِّ النبي ، كانت زوج المقداد بن الأسود . "الإصابة" ٣/ ٢٦ - ٢٧.
(٥) البخاري (٥٠٨٩)، ومسلم (١٢٠٧)، وهو عند أحمد (٢٥٣٠٨) من حديث عائشة .
(٦) في "المجتبى" ٥/ ١٦٨.