للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ورآني لذلكَ أَهلًا، والحمدُ للهِ على كلِّ حالٍ، اللهمُّ إنَّكَ دعوتَ حجّ بيتِكَ الحرامِ، وقد جئْتُكَ لذلك، اللهمَّ تقبَّلْ منِّي، واعفُ عنِّي، وأَصلِحْ لي شأني كلَّه، لا إله إلا أنت. يرفعُ بذلكَ صوتَه.

ثمَّ يطوفُ مُضطَبِعًا، يبتدئُ متمتِّعٌ بطوافِ العُمرةِ، وغيرُه بطوافِ القُدُومِ، ويبتدئُ من الحَجرِ الأَسودِ، فيُحاذيه

ورآني (١) لذلكَ أَهلًا، والحمدُ للِه على كلِّ حالٍ، اللَّهمَّ إِنَّكَ دعوتَ) إلى (حجِّ بيتِكَ الحرامِ) سُمِّيَ به؛ لانتشارِ حُرمَتِه، وأُريدَ بتحريمِه سائرُ الحرمِ. (وقد جِئْتُكَ لذلك، اللَّهمَّ تقبَّلْ منِّي، واعفُ عنِّي، وأَصلِحْ) بقطعِ الهمزةِ (لي شأني كلَّه، لا إله إلا أنت) ذكَرَه الأَثرمُ، وإبراهيمُ الحربيُّ (٢) (يرفعُ بذلك) الدَّعاءِ (صوتَه) لأَنَّه ذِكْرٌ مشروعٌ أشبه التَّلبيةَ.

(ثمَّ يطوفُ) حالةَ كونِه (مُضطَبِعًا) نَدْبًا في كلِّ أسبوعِه، إِنْ لم يكنْ حاملَ معذورٍ (٣). والاضطباعُ: أَنْ يجعلَ وسطَ ردائِه تحتَ عاتِقِه الأيمنِ، وطرفَيْه على عاتِقِه الأيسر (٤). وإذا فرغَ من الطَّوافِ، أزالَ الاضطباعَ.

(يبتدئُ متمتِّعٌ بطوافِ العُمرةِ) نَدْبًا؛ لأَنَّ الطَّوافَ تحيَّةُ الكعبةِ، وتحيَّةُ المسجِد الصلاةُ، ويُجزئُ عنها ركعتا الطَّوافِ.

(و) يبتدئُ (غيرُه) أي: غيرُ المتمتِّعِ، وهو القارِنُ والمُفْرِدُ (بطوافِ القُدُومِ، ويبتدئُ) طائفٌ (من الحَجَرِ الأسودِ) لِفعلِه (٥) (فيُحاذيه) أي: الحَجَرَ، كلَّه أَو


(١) جاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: ورآني، أى: جعلني. انتهى تقرير المؤلف".
(٢) لعله في "سنن" الاثرم ولم يطبع، ولم نقف عليه عند الحربي.
(٣) بعدها في (م): "بردائه"، وجاء في هامش (س) ما نصه: "قوله: إن لم يكن حامل معذور، أى: إن لم يكن الطائفُ حاملُ طائفٍ معذورٍ، بالإضافة. انتهى تقرير المؤلف".
(٤) "المصباح المنير" (ضبع).
(٥) أخرج مسلم (١٢١٨) (١٥٠) عن جابر : أن رسول الله لما قدم مكة أتى الحجر، فاستلمه، ثم مشى على يمينه، فرمل ثلاثًا ومشى أربعًا.
وأخرج مسلم (١٧٨٠)، وهو عند أحمد (١٠٩٤٨) عن أبي هريرة ضمن حديث طويل يوم فتح مكة وفيه: وأقبل رسول الله حتى أقبل إلى الحجر، فاستلمه، ثم طاف بالبيت … الخبر.