للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فإنْ شقَّ، أشارَ إليه.

ويقول كلَّما استلَمَه: بسمِ اللهِ وَاللهُ أكبرُ، اللهمَّ إيمانًا بِكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، ووفاءً بعهدِكَ، واتِّباعًا لسنَّةِ نبيِّكَ محمَّدٍ .

ثمَّ يجعلُ البيتَ عن يسارهِ ويطوفُ سبعًا، يَرْمُلُ

مسلمٌ عن ابن عباس أن النَّبيَّ استلمه، وقبَّلَ يَدَه (١).

(فإنْ شَقَّ) استلامُه بيدهِ، استلمه بشيءٍ وقبَّلهُ، فإنْ شَقَّ أيضًا (أشارَ إليه) أي: إلى الحجَرِ بيدِه، أو بشيءٍ ولا يقبِّلُه؛ لما روى البخاريُّ عن ابنِ عباس قال: طافَ النبي على بعيرٍ، فلمَّا أتى الحَجَرَ، أشارَ إِليه بشيءٍ في يدِه، وكبَّر (٢).

(ويقولُ) مستقبلُ الحجرِ بوجههِ (كلَّما استلمه: بسمِ الله واللهُ أكبرُ، اللَّهمَّ إيمانًا بِكَ، وتصديقًا بكتابِكَ، ووفاءً بعهدِكَ، واتِّباعًا لِسنَّة نبيَّك محمَّدٍ لحديث عبد الله ابن السَّائبِ: أن النَّبيَّ كان يقولُ ذلكَ عندَ استلامهِ (٣).

(ثُمَّ يجعلُ البيتَ عن يسارِه) لأنَّه طافَ كذلك (٤) (ويطوفُ سبعًا، يَرْمُلُ


(١) لم نقف عليه بهذا اللفظ عن ابن عباس، بل أخرجه مسلم (١٢٦٨) (٢٤٦)، وهو عند أحمد (٥٨٧٥) من حديث ابن عمر .
(٢) "صحيح" البخاري (١٦١٣)، وفيه: "الركن" بدل: "الحجر"، وهو عند مسلم (١٢٧٢)، وأحمد (٢٣٧٨).
(٣) لم نقف على من خرَّجه، وقال الحافظ ابن الملقن في "خلاصة البدر المنير" ٢/ ٨. غريب، ويستحيل أن يكون مرفوعًا؛ لأن رسول الله يبعد أن يقول: واتباعًا لسنة نبيك إلا أن يكون على قصد التعليم. وقال الحافظ في "التلخيص الحبير" ٢/ ٢٤٧: لم أجده هكذا، وقد ذكره صاحب "المهذب" من حديث جابر، وقد بيض له المنذري والنووي، وخرجه ابن عساكر من طريق ابن ناجية بسند له ضعيف، ورواه الشافعي عن ابن أبي نجيح قال: أخبرت أن بعض أصحاب النبي قال: يا رسول الله، كيف نقول إذا استلمنا؟ قال: قولوا: "بسم الله والله أكبر، إيمانًا بالله، وتصديقًا بما جاء به محمد" قال الحافظ ابن حجر: وهو في "الأم" [٢/ ١٤٥] عن سعيد بن سالم، عن ابن جريج. ا هـ. وينظر تتمة الكلام ثمَّة.
(٤) أخرج البخاري (١٧٤٨)، ومسلم (١٢٩٦) (٣٠٧)، وهو عند أحمد (٣٩٤١) عن عبد الرحمن بن يزيد، أنه حج مع عبد الله بن مسعود ، وفيه: وجعل البيت عن يساره، ومنى عن يمينه، وقال: هذا مقام الذي أنزلت عليه سورة البقرة.