للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثمَّ ينزلُ، يمشي إلى قرب العَلم الأوَّلِ بستَّةِ أذرعٍ، فيسعى سعيًا شديدًا إلى العَلم الآخر، ثمَّ يمشي ويرقَى المَرْوَةَ، ويقولُ ما قالَه على الصَّفا، ثمَّ ينزلُ، فيمشي في موضعِ مشْيِه، ويسعى في موضعِ سَعْيه إلى الصَّفا، يفعلُ ذلك سبعًا؛ ذهابُه سَعْيَةٌ، ورجوعُه أُخرى، ويقولُ فيه: رَبِّ اغفرْ وارحمْ، واعفُ عمَّا تعلم، وأنتَ الأعزُّ الأَكرمُ،

(ثُمَّ ينزلُ) من الصَّفا (يمشي إلى قُرب العَلمِ الأوَّلِ) ميلٌ أَخضرُ في ركن المسجدِ (بستَّةِ أَذْرعٍ) أي: يمشي من الصَّفا حتَّى يبقى بينَه وبينَ العَلَمِ الأَوَّلِ نحوَ سِتَّةِ أذْرعٍ (فيسعى سعيًا شديدًا إلى العَلَمِ الآخرِ) ميلٌ أخضرُ بفِناء المسجدِ حذاءَ دارِ العبَّاس (١).

(ثُمَّ يمشي و) يستمرُّ حتَّى (يرقى المرْوَةَ) مكانٌ معروفٌ، وأصلُها الحجارةُ البرَّاقةُ التي يقدح (٢) منها النَّارُ (١) (ويقولُ) عليها مستقبل القبلةِ (ما قالَه على الصَّفا) مِنْ تكبيرٍ، وتهليلٍ، ودُعاءٍ. ويجبُ استيعابُ ما بينَ الصَّفا والمروةِ، فيلصقُ عَقبِه بأصلهما في الابتداءِ بكلِّ منهما، ويُلصِقُ أصابعَه بما يصلُ إليه من كلِّ منهما، والرَّاكبُ يفعلُ ذلك بدابَّتِه، فمن تركَ شيئًا ممَّا بينَهما ولو دونَ ذراعٍ، لم يجزئْه سعْيُه.

(ثُمَّ ينزلُ) منَ المرْوةِ (فيمشي في موضعِ مشيه، ويسعى في موضعِ سعيه إلى الصَّفا، يفعلُ ذلك سبعًا؛ ذهابُه سَعْيَةٌ، ورجوعُه) سَعْيةٌ (أُخرى، ويقولُ فيه) أي: السَّعي ما رواه الإمامُ أحمدُ عن ابن مسعودٍ: أنَّه كان إذا سعى بينَ الصَّفا والمروةِ، قال: (رَبِّ اغفرْ وارحمْ، واعفُ عمَّا تعلمُ، وأَنتَ الأعزُّ الأكرمُ) (٣) يفتتحُ بالصَّفا


(١) "المطلع" ص ١٩٣.
(٢) في (م): "تقدح".
(٣) لم نقف عليه عند أحمد، وأخرجه الطبراني في الأوسط، (٢٧٥٧) مرفوعًا. قال الهيثمي في "مجمع الزوائد" ٣/ ٢٤٨: رواه الطبراني في "الأوسط" وفيه: ليث بن أبي سليم، وهو ثقة، ولكنه مدلس.
وأخرجه ابن أبي شيبة ١٠/ ٣٧١ - ٣٧٢، والبيهقي ٥/ ٩٥ عن ابن مسعود موقوفًا، وقال: هذا أصح الروايات في ذلك عن ابن مسعود.