للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ثُمَّ يأتي عرفةَ، وكلُّها موقفٌ، إلَّا بطنَ عُرَنة، وسُنَّ وقوفه راكبًا عندَ الصَّخَراتِ وجبلِ الرَّحمةِ،

(ثُمَّ يأتي عرفَة، وكلُّها موقفٌ، إلَّا بطنَ عُرَنة) لقوله : "كلُّ عَرَفةَ موقفٌ، وارفعوا عن بطنِ عُرَنةَ" رواه ابن ماجه (١). وعَرفَةُ: من الجبلِ المشرفِ على عُرَنةَ، إلى الجبالِ المقابلةِ له، إلى ما يلي حوائطَ بني عامر (٢).

(وسُنَّ وقوفُه) أي: الحاجِّ بعرفةَ (راكبًا) مستقبِلَ القِبلةِ (عندَ الصَّخراتِ وجبل الرَّحمةِ) لقولِ جابرٍ: "إنَّ النَّبيَّ جعلَ بَطْنَ ناقتِه القَصواء (٣) إلى الصَّخراتِ، وجعلَ حَبلَ المشاةِ بين يديه، واستقبل القِبلةَ" (٤). وقولُه: "جعلَ حبلَ المشاةِ" أي: طريقَهم


(١) في "سننه" (٣٠١٢) من حديث جابر بن عبد الله -وفي إسناده: القاسم بن عبد الله العمري- ولفظه: "كل عرفة موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة … ". قال البوصيرى في "مصباح الزجاجة" ٢/ ١٤٠: هذا إسناد ضعيف، القاسم بن عبد الله بن عمر؛ قال فيه أحمد بن حنبل: كان كاذبًا، يضع الحديث، ترك النَّاس حديثه. وقال البخاري: سكتوا عنه. وقال أبو حاتم وأبو زرعة والنسائي: متروك الحديث. وله شاهد من حديث علي بن أبي طالب رواه أبو داود [١٩٣٥]، والترمذي [٨٨٥١]، وابن ماجه [٣٠١٠] وهو عند أحمد (٥٦٢) بلفظ: "وعرفة كلها موقف". وأخرجه البيهقي ٥/ ١١٥ عن محمَّد بن المنكدر مرسلًا بلفظ: "عرفةكلها موقف، وارتفعوا عن بطن عرنة … ". وصحّح النوويُّ إسناده في "المجموع" ٨/ ١١٩. وفي الباب عن ابن عباس، وجبير بن مطعم، وحبيب ابن خماشة .
قال ابن عبد البر في "التمهيد" ٢٤/ ٤١٨: أكثر الآثار ليس فيها استثناء بطن عرنة من عرفة، ولا بطن محسر من المزدلفة، وكذلك نقلها الحفَّاظ الإثبات الثقات من أهل الحديث في حديث جعفر بن محمد، عن أبيه، عن جابر في الحديث الطويل في الحج ليس فيه استثناء عرنة ولا محسر. وهذه الرواية عند مسلم (١٢١٨) (١٤٩).
(٢) "معجم البلدان" ٤/ ١٠٤.
(٣) جاء في هامش الأصل ما نصه: "قوله: القصواء، قال الخطابي [في "معالم السنن" ٢/ ١٩٩]: القصواء مفتوحة القاف ممدودة الألف [التي قطع من أذنها]، يقال: قصوت البعير فهو مقصو، يقال: ناقة قصواء، ولا يقال: جمل أقصى. وأكثر أصحاب الحديث يقولون: القصواء، وهو خطأ فاحش. انتهى. وفي "الصحاح" [قصا] وكان لرسول الله ناقة تسمى قصواء، ولم تكن مقطوعة الأذن. انتهى. شيخنا عثمان النجدي". وينظر "مطالب أولي النهى" ٢/ ٤١١.
(٤) سلف ص ٣٦٩ من حديث جابر الطويل.