للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

ويبيتُ بها، وله الدّفعُ بعدَ نصفِ اللَّيْلِ، وفيه قبلَه دمٌ.

فإذا صلَّى الصُّبحَ، أتى المشعَرَ الحرامَ، فرقَاهُ أو وقفَ عندَه، ويحمدُ اللهَ ويكبِّرهُ (١)، ويقرأ: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ﴾ الآيتين [١٩٨ - ١٩٩ من سورة البقرة]. ويدعُو حتَّى يُسْفِرَ جدًّا.

لمن دفعَ من عرفةَ، أن لا يُصلِّيَ المغربَ حتَّى يصلَ إلى مُزدلفةَ، فيجمع بينَ المغرب والعشاءِ مَن يجوزُ له الجمعُ، قبلَ حطِّ رحلِه، وإنْ صلَّى المغربَ بالطَّريق، تركَ السُّنَّةَ وأجزأه.

(ويبيتُ بها) أي: بمزدلفةَ وجوبًا؛ لأنَّ النَبيَّ باتَ بها (٢). وقالَ: "خُذُوا عنِّي مناسكَكُم" (٣).

(وله الدَّفعُ) من مُزدلفةَ قبلَ الإِمامِ (بعدَ نصفِ اللَّيلِ، و) يجبُ (فيه) أي: في الدَّفعِ من مزدلفةَ (قبلَه) أي: قبلَ نصفِ اللَّيلِ (دمٌ) على غيرِ رُعاةِ حجَّ وسُقاةِ زمزمَ، سواءٌ كانَ عالمًا بالحُكمِ أو جاهلًا، عامدًا أو ناسيًا، هذا إن (٤) وصلَها قبلَ نصفِ اللَّيلِ، ولم يَعُد إليها قبلَ الفجرِ، فإن لم يصلها إلَّا بعدَ نصفِ اللَّيلِ، أو وصلَها ودفعَ منها قبلَه، ثُمَّ عادَ إِليها قبلَ الفجرِ، فلا دمَ عليه.

(فإذا) أصبحَ بمزدلفةَ (صَلَّى الصُّبحَ) بِغَلَس (٥)، ثُمَّ (أَتى المشعَرَ الحرامَ) وهو جبل صغيرٌ بالمزدلفةِ، سُمِّيَ بذلكَ؛ لأنَّه من علاماتِ الحجِّ (٦) (فرقاه) إنْ سُهلَ عليه (أَو وَقَفَ عندَه، ويحمدُ اللهَ ويُكبِّرُه) ويهلِّله (ويقرأُ: ﴿فَإِذَا أَفَضْتُمْ مِنْ عَرَفَاتٍ﴾ الآيتين) أي (٧): إلى ﴿غَفُورٌ رَحِيمٌ﴾ [البقرة: ١٩٨ - ١٩٩] (ويدعُو حتَّى يُسْفرَ جدًّا) لأنَّ


(١) في المطبوع: "ويكبر"، والمثبت موافق لما في "هداية الراغب".
(٢) سلف ص ٣٦٩ من حديث جابر بن عبد الله الطوبل.
(٣) سلف ص ٣٧٣.
(٤) بعدها في (م) و (ح): "كان".
(٥) الغَلَس: ظلام آخر الليل "المصباح المنير" (غلس).
(٦) "اللسان" (شعر).
(٧) ليست في (م) و (ح).