للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقط.

ثُمَّ يدفعُ بعدَ الغُروبِ إلى مُزْدَلِفَةَ بسكينةٍ، ويسرعُ في الفَجْوةِ، ويجمعُ بها العِشاءَيْنِ تأخيرًا

فقط) فلا دمَّ عليه؛ لحديث: "من أدركَ عرفات بليل، فقد أدركَ الحجَّ" (١).

(ثمَّ يدفعُ بعدَ الغُروبِ) من عرفةَ مع الأميرِ، على طريقِ المأزِمَين (إلى مُزدَلفَة): وهي ما بينَ المأزِمَيْن ووادي مُحَسِّرٍ (٢). وسُنَّ كونُ دفعِه (بسكينةٍ) لقوله : "أيُّها النَّاسُ، السكينةَ السكينةَ" (٣). (ويُسرعُ في الفَجوة) أي: الفُرجةِ (٤)؛ لقولِ أُسامةَ: كان رسولُ اللهِ يسيرُ العَنَقَ، فإذا وجَدَ فَجوةَ، نَصَّ (٥). أي: أسرعَ؛ لأنَّ العَنَقَ: انبساطُ السيرِ. والنَّصُّ: فوقَ العَنَقَ (٦).

(ويجمعُ بها) أي (٧): بمُزدلفةَ بينَ (العِشاءَينِ تأخيرًا) أي: جمعَ تأخيرٍ؛ أي: يُسَنُّ


(١) أخرجه ابن عدي في "الكامل" ٦/ ٢١٩٤ عن أبي يوسف، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء بن أبي رباح، وعن نافع، عن ابن عمر، عن رسول الله بلفظ: "من يدرك عرفة بليل فقد أدرك الحج". قال أحمد ابن حنبل: ابن أبي ليلى ضعيف، وعن عطاء أكثره خطأ، وقال: مضطرب الحديث. وقال يحيى: سيئ الحفظ جدًا.
وأخرجه الدارقطني في "سننه" (٢٥١٨) عن رحمة بن مصعب، عن ابن أبي ليلى، عن عطاء، ونافع، عن ابن عمر ، أن رسول قال: "من وقف بعرفات فقد أدرك الحج". قال الدارقطني: رحمة بن مصعب ضعيف، ولم يأت به غيره. وأخرج أبو داود (١٩٥٠)، والترمذي (٨٩١)، والنسائي في "المجتبى" ٥/ ٢٦٣ - ٢٦٤، وابن ماجه (٣٠١٦)، وهو عند أحمد (١٦٢٠٨) عن عروة بن مضرِّس الطَّائي من حديث طويل، وفيه: قال : "من شهد معنا الصَّلاة، وأفاض من عرفات ليلًا أو نهارًا، فقد قضى تفثه، وتمَّ حجُّه" لفظ ابن ماجه. قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح.
(٢) مُحَسّر: وادٍ بين مزدلفة ومنى، وقيل: سمي بذلك؛ لأنَّ فيل أصحاب الفيل حسَّر فيه؛ أي: أعيا. "المطلع" ص ١٩٦ - ١٩٧.
(٣) سلف ص ٣٦٩ من حديث جابر بن عبد الله الطَّويل.
(٤) "المطلع" ص ١٩٦.
(٥) أخرجه البخاري (١٦٦٦)، ومسلم (١٢٨٦) (٢٨٣)، وهو عند أحمد (٢١٧٨٣).
(٦) "النهاية" (عنق) و (نصص).
(٧) ليست في (م).