للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

«رافع بن سلمان ... ذكره ابن حبان في (الثقات) ، لكن وقع في النسخة - وفيها سقم ... رافع بن سنان» .

فوقع في تلك النسخة السقيمة تخليط في ترجمة أبي عوانة فذكره ابن حجر في (تهذيب التهذيب) وبين أنه خطأ قطعاً، ومع ذلك ففي عبارة ابن حجر تخليط في النسخة من (تهذيب التهذيب) المطبوع. فيه جزء ١١ ص١١٨: «وذكره ابن حبان في (الثقات) وقال كان مولده سنة اثنتين وعشرين ومائة، وقال: هو خطأ للشك فيه لأنه صح أنه رأى ابن سيرين ... » . وقوله: «وقال هو خطأ للشك فيه» صوابه والله أعلم: «كذا قال: وهو خطأ لا شك فيه» ، وقد علمت أن البلاء من نسخة (الثقات) التي كانت عند ابن حجر.

وليس الكوثري ممن يخفى عليه هذا ولا ما هو أخفى منه، لكنه كان محتاجا إلى الطعن في أبي عوانة ظلمًا وعدواناً. فقال ص ١١٨ في أبي عوانة: «فعلى تقدير ولادته سنة ١٢٢ كما هو المشهور - كذا - لا تصح رؤيته للحسن ولا لابن سيرين ... » .

فليفرض القارئ أن الكوثري في مقام إثبات سماع أبي عوانة من الحكم بن عتيبة أو قتادة أو حماد، وأن بعض مخالفي الكوثري حاول دفع ذلك فقال: «فعلى تقدير ... » عبارة الكوثري نفسها، فما عسى أن يقول الكوثري في ذلك المخالف؟ أما نحن فنجترئ بأن نقول: هكذا تكون الأمانة عند الكوثري.

٣- أبو عوانة أيضا، انظر ما يأتي ٨: ٢.

٤- محمد بن سعيد، راجع ما تقدم ١: ١٠.

٥- أيوب بن إسحاق بن سافري، في ترجمته من «تهذيب تاريخ بن عساكر» ج ٣ ص ٢٠٠ عن ابن يونس « ... وكان في خُلقه زعارة، وسأله أبو حميد في شيء يكتبه عنه فمطله ... » ومعروف في اللغة ومتكرر في التراجم أن يقال: «في خلق فلان زعارة» أي شراسة، وهذا وإن كان غير محمود فليس مما يقدح في العدالة أو يخدش في الرواية، لكن وقع في (تاريخ بغداد) : ج ٧ ص ١٠ في هذه الحكاية «وكانت في خلقه دعارة» كذا وهذا تصحيف لا يخفى مثله على الكوثري، أولاً: لأنه

<<  <  ج: ص:  >  >>