(٢) قلت: إنما أعلّ حديث أنس من جهة ما جاء في بعض طرقه من الألفاظ التي تدل بظاهرها على نفي قراءة البسملة أصلاً، وهو ما رواه عن مسلم عن قتادة عنه: «صليت خلف أبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ (الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في ألفاضه الأخرى التي اتفقت على إثبات قراءتها، وفي بعضها سراً. فليس معلولاً. هذا هو الذي انصب عليه كلام الحافظ السيوطي في الكتاب المذكور: (التدريب) ، فراجعه متأملاً، على أن قوله. «يذكرون» يمكن تأويله بنفي ذكرها جهراً كما كانوا يجهرون بالفاتحة، فلا ينافي حينئذ الألفاظ الأخرى، فعلى هذا فليس الحديث معلا أصلاً، وهو حجة في إثبات قراءتها سراً، وهو الذي اعتمده الحافظ في (الفتح) فارجع إليه فإنه مهم. ن.