للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وأما حفص فروى عبد الله حنبل عن أحمد «متروك الحديث» وروى عبد الله أيضاً عن أبيه: «صالح» ، وروى حنبل عن أحمد أيضاً «ما به بأس» فيأتي في حديثه نحو ما مرَّ (١) ، وإنما ذكر الخطيب رواية هذين مع عدة روايات عن غيرهما، والروايات في ذلك معروفة تراها في (سنن الدراقطني) و (سنن البيهقي) وغيرهما، وفي ذلك آثار عن الصحابة منها صحيح فما دونه.

وحديث أنس النافي للهجر قد أعل بعدة علل كما ترى ذلك في بحث المعلل من) تدريب الراوي) (٢) وجمع الشيخ تقي الدين ابن تيمية بأن الأصل عدم الجهر ولكن


(١) قلت: بل يقال ما سبق آنفاً في ابن سمعان، فقد اتفقوا على تضعيفه أيضاً بل كذبه ابن معين في رواية وابن خراش، ولم يذكروا توثيقه إلا عن وكيع، وإلا ما ذكره المصنف عن أحمد من الروايتين عنه. ومثل هذا التوثيق مما لا يلتفت إليه بعد اتفاق الجمهور على تجريحه وتكذيب بعضهم له على أنه يمكن جمل التوثيق المذكور على راو آخر اسمه حفص بن سليمان أيضاً كما نبه على ذلك المصنف في (كيف البحث عن أحوال الرواة) ، ويؤيده أن ابن شاهين حمل قول أحمد «صالح» على حفص بن سليمان المنقري التميمي البصري، كما في (التهذيب) ولكي لا يشتبه هذا بالأول قال ابن حبان «وليس هذا بحفص بن سليمان البزار أبي عمر القاري، ذاك ضعيف. وهذا ثبت» . ن.
(٢) قلت: إنما أعلّ حديث أنس من جهة ما جاء في بعض طرقه من الألفاظ التي تدل بظاهرها على نفي قراءة البسملة أصلاً، وهو ما رواه عن مسلم عن قتادة عنه: «صليت خلف أبي بكر وعمر وعثمان، فكانوا يستفتحون بـ (الحمد لله رب العالمين) لا يذكرون (بسم الله الرحمن الرحيم) في أول قراءة ولا في ألفاضه الأخرى التي اتفقت على إثبات قراءتها، وفي بعضها سراً. فليس معلولاً. هذا هو الذي انصب عليه كلام الحافظ السيوطي في الكتاب المذكور: (التدريب) ، فراجعه متأملاً، على أن قوله.
«يذكرون» يمكن تأويله بنفي ذكرها جهراً كما كانوا يجهرون بالفاتحة، فلا ينافي حينئذ الألفاظ الأخرى، فعلى هذا فليس الحديث معلا أصلاً، وهو حجة في إثبات قراءتها سراً، وهو الذي اعتمده الحافظ في (الفتح) فارجع إليه فإنه مهم. ن.

<<  <  ج: ص:  >  >>