سرقة الكتب والأمر بالكذب وبناء الرواية عليه ما يمنع الاعتماد على الرجل فيما ينفرد به. وانظر ما يأتي في ترجمتي محمد بن حسين بن حميد ومحمد بن عثمان.
٣٤- أحمد بن محمد بن الصلت بن المغلِّس الحماني. وقد ينسب إلى جده وإلى أبي جده، ويقال له، أحمد بن عطية وغير ذلك أخرج الخطيب من طريقه في مناقب أبي حنيفة عدة حكايات ثم أخرج عنه (١٣/ ٤١٩) حكايتين:
الأولى: قوله «سمعت يحيى بن معين وهو يسأل عن أبي حنيفة: أثقة هو في الحديث؟
قال: نعم، ثقة ثقة، كان والله أورع من أن يكذب وهو أجل قدراً من ذلك» .
الثانية: قوله «سئل يحيى بن معين: هل حدث سفيان عن أبي حنيفة؟ قال: نعم كان أبو حنيفة ثقة صدوقاً في الحديث والفقه مأموناً على دين الله» . ثم قال الخطيب:
«أحمد بن الصلت هو أحمد بن عطية وكان غير ثقة» .
قال: الأستاذ ص١٦٥ «سبق أن تحدث عن أحمد بن الصلت هذا في هامش ص٣٥٣ من (تاريخ الخطيب) ... » .
أقول عبارته هناك «وعنه يقول ابن أبي خيثمة لابنه عبد الله: اكتب عن هذا الشيخ يا بني فإنه كان يكتب معنا في المجالس منذ سبعين سنة، ... وفي شيوخه كثرة وقد أخذ عنه أناس لا يحصون من الرواة وتحامل أبي عدي عليه كتحامله على البغوي، ولعل ذنبه كونه ألف في مناقب النعمان. وحديث ابن جزء لن ينفرد هو بروايته والكلام في حقه طويل الذيل، ومن الغريب أنه إذا طعن طاعن في رجل تجد أسراباً من ورائه يرددون صدى الطاعن أيا كانت قيمة طعنه» .
أقول أما الحكاية عن ابن أبي خيثمة فأعادها الأستاذ في (التأنيب) ص ١٦٧ ثم اتبعها بقوله: