فلا بد أن يكون ابن قانع قد قصده وجالسه وسمع منه طلبا للسماع مع علو السند والموافقة في المذهب، ولكنه بعد اختباره لابن الصلت قال فيه:«ليس بثقة» فهل كان ذنب ابن الصلت عند ابن قانع الحنفي ما قاله الأستاذ ص ١٦٧: «لكن ذنب الرجل أنه ألف كتابا في مناقب أبي حنيفة» ؟!
الثاني: أبو أحمد عبد الله بن عدي الجرجاني الحافظ الشافعي (٢٧٧- ٣٦٥) ينظر تمام كلامه في ابن الصلت في (كامله) والمنقول منه في (لسان الميزان) : «رأيته سنة سبع وتسعين وثلاثمائة ... ما رأيت في الكذابين أقل حياء منه كان يترك (؟) الوراقين فيحمل من عندهم رزم الكتب ويحدث عمن اسمه فيها ولا يبالي متى مات وهل مات قبل أن يولد أو لا» قال ابن حجر: «ثم ذكر له أحاديث» يعني مما يبين كذبه.
الثالث: أبو حاتم محمد بن حبان البستي الحافظ (قبل ٢٨٠ - ٣٥٤) قال في ابن الصلت «راودني أصحابنا على أن أذهب إليه فأسمع منه، فأخذت جزءاً لانتخب فيه، فرأيته قد حدث عن يحيى بن سليمان بن نضلة عن مالك عن نافع عن ابن عمر مرفوعاً: «رد دانق من حرام أفضل من مائة ألف في سبيل الله» . ورأيته حدث عن هناد عن أبي أسامة عن عبيد الله عن نافع عن ابن عمر:«لرد دانق من حرام أفضل عند الله من سبعين حجة مبرورة» . فعلمت أنه يضع الحديث فلم أذهب إليه، ورأيته يروي عن جماعة ما أحسبه رآهم» .
وابن عدي دخل بغداد سنة ٢٩٧ وابن حبان دخلها سنة ٣٠٠ وكان أحمد بن علي الأبار قد توفي سنة ٢٩٠ ولكن الأستاذ يقول:«ذنب الرجل أنه ألف كتابا في مناقب أبي حنيفة حينما كان خصوم أبي حنيفة يتمنون أن يصفوا الجو للأبار الذين كانوا حملوه على تدوين مثالب أبي حنيفة إفكاً وزوراً فتحاملوا على الحماني هذا ليسقطوا رواياته» !