للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ليلى القاضي رجل واحد يوثقه في حديث طهارة المني ص ٤٦ ويقول: ثقة في حفظه شيء. ويشدد القول فيه في حديث شفع الإقامة ص ٨٩ ويقول: ضعيف سيء الحفظ. وفي حديث القارن يسعى سعيين ص ٢٧٣ يقول: رديء الحفظ كثير الوهم كأنه عليه غضبان وله غائض»

أقول: أما استباحة أبي الحسن قوله: «ثلاثتهم ضعفاء» فلم ينفرد بها والكلام في أبي حنيفة أشهر من أن نحتاج إلى ذكره (١) . وحماد ترجمته في (لسان الميزان) ج٢ ص ٣٤٦ ودعوى أن ابن مخلد ذكره في الأكابر الذين رووا عن مالك فيها نظر كما مر في ترجمة أحمد بن محمد بن الصلت، فإن ثبت ذلك فكبر العمر لا يستلزم الثقة في الرواية، وذاك الحديث باطل لم يروه حماد ولا أبوه فإن كان خفي على ابن مخلد بطلانه دل ذلك على ضعف نقده، وإن كان عرف ذلك وتسامح فلأن يتسامح في ذكر حماد أقرب. وكذلك إسماعيل ترجمته في (اللسان) ج١ ص ٣٩٨. وقد زعم مصححه الحنفي أنه أخرج له أبو داود والترمذي كأنه يزعم أنه هو إسماعيل بن حماد بن أبي سليمان! وهذا من عجائب هؤلاء القوم، والأنصاري إن صح أنه قال تلك الكلمة تغير تغيراً شديداً في آخر عمره فلعله قال تلك الكلمة حين تغيره، على أنه كان مضطرباً في ميله إلى الرأي كان يتعصب له حتى يلي القضاء فإذا أو لي القضاء قضى بالحديث، وكان بينه وبين معاذ بن معاذ نفرة، ذكروا له قضية لمعاذ بن معاذ فأفتى بخلافها فلما ولي القضاء قضى بقول معاذ فقيل له في ذلك فقال: «كنت أنظر في كتب أبي حنيفة فإذا جاء دخول الجنة والنار لم نجد القول إلا ما قال معاذ» .

وأخرج الدارقطني في (السنن) ص٢١٤ حديث من طريق محمد بن موسى الحارثي (الإصطخري) عن إسماعيل بن يحيى ين بحر الكرماني عن الليث بن حماد الإصطخري عن أبي يوسف عن غورك بسنده. قال الدارقطني: «تفرد به غورك عن


(١) قلت: راجع كلمات الأئمة فيه مجموعة في كتابنا «الأحاديث الموضوعة» (ج ٥ ص ٨٦ رقم الحديث (٤٥٨) بما لا تجده مجموعاً في كتاب آخر. ن

<<  <  ج: ص:  >  >>