للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• السبب الثالث: خطأ المستدرَك عليه:

أصل مادة الخطأ: الخاء والطاء والحرف المعتل والمهموز يدل على تعدي الشيء، والذهاب عنه، يقال: خطوت أخطو خطوة، والخُطوة ما بين الرجلين (١). والخطأ من هذا؛ لأنه مجاوزة حد الصواب، يقال: أخطأ إذا تعدى الصواب.

وفرق أهل اللغة بين الخَطَأ، والخِطْء، فالأول: ما لم يُتَعمَّد، والثاني: ما تُعُمِّد. (٢)

وذكر علماء الأصول في حد الخطأ: فعل أو قول يصدر عن الإنسان بغير قصده؛ بسبب ترك التثبت عند مباشرة أمر مقصود سواه. (٣)

والوقوع في الخطأ له عدة أسباب (٤) منها:

الأول: النقل من مصادر غير أصيلة.

الثاني: أن ينقل عن العالم قولٌ قاله بعض أصحابه عنه وغلط فيه.

الثالث: أن يفهم من كلام العالم ما لم يرده، أو ينقل عنه ما لم يقله.

الرابع: أن يجعل كلام العالم عامًّا أو مطلقاً وهو خلاف ذلك.

الخامس: أن يجعل كلام العالم خاصًّا أو مقيدًا وليس كذلك.

السادس: أن يكون عن العالم في المسألة اختلاف فيتمسك بالقول المرجوح.

السابع: الاختصار المخل للمصنفات.

الثامن: التصحيف في النسخ.


(١) يُنظر مقاييس اللغة (٢/ ١٩٨) مادة: (خطأ).
(٢) يُنظر: لسان العرب (٥/ ٩٦)؛ القاموس المحيط (ص: ٣٩) مادة: (خطأ)؛ الفروق اللغوية (ص: ٥٤).
(٣) يُنظر: كشف الأسرار للبخاري (٤/ ٦٢٥).
(٤) اقتبست هذه الأسباب من كلام شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - عندما ذكر أنواع المنحرفين من أتباع الأئمة في الأصول والفروع، وأضفت أسبابًا أخرى ظهرت لي أثناء البحث. يُنظر: مجموع الفتاوى (٢٠/ ١٨٤ - ١٨٦).

<<  <   >  >>