للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

•المطلب الأول

الآثار الإيجابية للاستدراك الأصولي، وتطبيقاتها

ظهر لي أثناء البحث عدة أصناف للآثار الإيجابية للاستدراك، ويمكن وصفها بالآتي:

• أولاً: الأثر المتولِّد:

وهو النتيجة الناشئة عن الاستدراك الأصولي.

فالاستدراك الأصولي أثر في ميلاد أفكار وموضوعات جديدة في علم الأصول، والناظر في المصنفات الأصولية منذ النشأة حتى القرن الرابع عشر يلحظ ذلك؛ حيث زيد في عدد الموضوعات الأصولية.

بل إن الاستدراك الأصولي كان له أثر في توليد مصنفات جديدة؛ ومن ذلك: ما ذكره ابن السبكي عن والده أنه صنف كتابًا لاستدراك يورده الأصوليون فقال: "وقد نجز من القول في هذه المسألة (١) ما لا يحتمل هذا الشرح (٢) أطول منه، وبقي سؤال يورده الشيوخ: وهو أن المشتهر عن المتكلمين أن أحكام الله تعالى لا تعلل، واشتهر عن الفقهاء التعليل، وأن العلة بمعنى الباعث، وتوهم كثير منهم (٣) [] (٤)


(١) يقصد بالمسألة: اختلاف الأصوليين في تفسير العلة.
(٢) أي شرح الإبهاج على منهاج الوصول للبيضاوي.
(٣) منهم: الآمدي وابن الحاجب، ذكرهم عندما تكلم عند هذا المذهب. يُنظر: الإبهاج (٦/ ٢٢٨٦). ويُنظر كذلك: الإحكام للآمدي (٣/ ٢٥٤)؛ مختصر ابن الحاجب (٢/ ١٠٣٩ - ١٠٤٠).
(٤) بين المعقوفتين [منها] أثبت في تحقيق: الدكتور أحمد زمزمي والدكتور نور الدين صغيري من نسخة لديهما، وهي ساقطة في تحقيق الدكتور شعبان إسماعيل، ورأيت حذفها أولى للسياق.

<<  <   >  >>