للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• المطلب الأول

استدراك الأصولي على نفسه، وتطبيقاته

وذلك بأن يكون للأصولي مصنفان فأكثر، فيذكر في أحدهما قولًا مخالفًا لما في المصنف الآخر، فيعلم أن قوله في المصنف المتأخر مستدرك على قوله الأول.

ومما سبق يمكن حد استدراك الأصولي على نفسه بأنه: تعقيب أصولي على لفظ أو معنى له سابق بما يخالفه في نفسه.

وشرح التعريف واضح مما سبق في حد الاستدراك.

واستدراك الأصولي على نفسه يدل على علو شأنه في العلم والدين.

ووجه الدلالة على علو شأنه في العلم: أنه يعرف به أنه كان طول عمره مشتغلاً بالطلب والبحث والتنقيب.

وأما في الدين: فلأنه يدل على أنه متى لاح له الحق أخذ به، ولم يتعصب لقوله الأول. (١)

وأقرر ذلك بالأمثلة التالية:

• المثال الأول:

الإمام الشيرازي له عدد من المصنفات، ومن المصنفات الأصولية: التبصرة واللمع وشرحه، والمطلع على هذه الكتب يجد الشيرازي يذكر رأيًا في التبصرة مخالفًا له في شرح اللمع، فيُعلم أن ما قرره في اللمع وشرحه هو ما استقر عليه؛ لأنه صنفه بعد التبصرة (٢)، وعليه أقرر أنَّ ما في اللمع وشرحه استدراك للمخالف له في التبصرة.


(١) يُنظر: المحصول (٥/ ٣٩٤ - ٣٩٥)؛ نهاية السول (٢/ ٩٦٩).
(٢) صرح الشيرازي في مقدمة اللمع أنه صنفه بعد التبصرة، يُنظر: اللمع (ص: ٢٧)؛ الإمام الشيرازي: حياته وآراؤه الأصولية (ص: ١٧٣، ١٨٧، ١٩٨)؛ مقدمة تحقيق اللمع (ص: ١٤).

<<  <   >  >>