للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

٧ - أن يكون التعريف خاليًا من (أو) التي للشك.

٨ - ألا تتوقف معرفة التعريف على معرفة المعرَّف، وهو ما يسمى بالدَّور. (١)

وهذه بعض الاستدراكات على الحدود التي اختل فيها أحد الشروط السابقة.

• المثال الأول: من استدراكات القاضي أبي يعلى على الحدود:

ذكر القاضي أبو يعلى قول أبي بكر الصَّيْرَفِي في حده للبيان: " (إخراج الشيء من حيز الإشكال إلى حيز التجلي). وهو اختيار أبي بكر (٢) من أصحابنا فيما وجدته بخطه في مجموع فيه مسائل.

وفي هذه العبارة خلل؛ لأن هذا الوصف إنما يوجد في بعض أقسام البيان، وهو بيان المجمل الذي لا يستقل بنفسه.

فأما الخطاب المبتدأ من الله ومن رسوله - صلى الله عليه وسلم - ومن سائر الناس المخاطبين إذا كان ظاهر المعنى بَيِّن المراد؛ فهو بيان صحيح وإن لم يشتمل عليه هذا الوصف ... " (٣).

فاستدراكه على حد الصيرفي كان لفوات الشرط الثاني؛ وهو: أن يكون التعريف جامعًا لكل أفراد المعرَّف.

ثم قال القاضي: "وقال قوم من المتكلمين: البيان هو: الدلالة؛ لأن البيان يقع بها ... وهذا أيضًا فيه خلل؛ لأن من الدلائل ما لا يقع به البيان؛ كالمجمل ونحوه" (٤).


(١) يُنظر: شرح اللمع (١/ ١٤٦)؛ شرح الكوكب المنير (١/ ٩١ - ٩٢)؛ شرح التفتازاني على شمسية المنطق (ص: ١٩٦ - ١٩٩)؛ إيضاح المبهم (ص: ٩).
(٢) هو: أبو بكر، عبدالعزيز بن جعفر بن أحمد بن يزداد بن معروف، المعروف بغلام الخلال، أصولي فقيه حنبلي، كان ذا دين وورع، من مصنفاته: "تفسير القرآن " و" المقنع"، (ت: ٣٦٣ هـ).
تُنظر ترجمته في: تاريخ بغداد (١٠/ ٤٥٩)؛ طبقات الحنابلة (٢/ ١١٩)؛ شذرات الذهب (٣/ ٤٥).
(٣) العدة في أصول الفقه (١/ ١٠٥ - ١٠٦).
(٤) المرجع السابق (١/ ١٠٦).

<<  <   >  >>