للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إذا تقرر هذا فسأذكر ما يسره الله لي من نماذج استدراك تصحيح خطأ المستدرَك عليه مع بيان سبب الخطأ فيما يلي:

• السبب الأول: النقل من مصادر غير أصيلة.

من خصائص المنهج العلمي: أن من نقل عن أحد قولاً أو مذهبًا وثق ذلك من كتبه إن كان له مصنف، وإن لم يوجد فمن كتب مذهبه أو من أحد المعروفين من أصحابه بالعلم.

أما نقل قول لم يقله الإمام ولا أحد من المعروفين من أصحابه بالعلم، والنقل عن كتب المخالفين لهم؛ فهذا قصور في البحث العلمي، وسبب للوقوع في الخطأ.

وأذكر لهذا السبب الأمثلة التالية:

• المثال الأول:

ما ذكره إمام الحرمين الجويني في مسألة (حد العلم): "وعن ذلك نقل

النقلةُ عن عبدالسلام بن الجبائي - وهو أبو هاشم (١) - أنه كان يقول: العلم بالشيء والجهل به مثلان. وأطال المحققون ألسنتهم فيه، وهذا عندي غلط عظيم في النقل، فالذي نص عليه الرجل في كتاب الأبواب (٢): أن العقد الصحيح مماثل للجهل. وعَنَى بالعقد: اعتقاد المقلد" (٣).


(١) هو: أبو هاشم، عبدالسلام بن محمد بن عبدالوهاب بن سلام الجبائي، يعتبر من رؤوس المعتزلة. من مصنفاته: " تفسير القرآن " و" الجامع الكبير"، (ت: ٣٢١ هـ).
تُنظر ترجمته في: فرق وطبقات المعتزلة (ص: ١٠٠)؛ طبقات المفسرين للداوودي (١/ ٣٠٧)؛ شذرات الذهب (٢/ ٢٨٩).
(٢) ذكر د. عبدالعظيم الديب - محقق البرهان-: أنه لم يعثر على كتاب الأبواب للجبائي، ولم ينسبه إليه أحد. يُنظر: هامش رقم (٥) من تحقيق البرهان (١/ ١٢١).
(٣) البرهان (١/ ١٢١).

<<  <   >  >>