للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

يقلبون اللام ميما (١) " (٢).

• أمثلة الاستدراك النقلي من الإجماع:

• المثال الأول:

قال الآمدي في مسألة (الواجب المخير): "اختلفوا في الواجب المخير كما في خصال الكفارة؛ فمذهب الأشاعرة والفقهاء: أن الواجب منها واحد لا بعينه، ويتعين بفعل المكلف، وأطلق الجبائي (٣) وابنه (٤) القول بوجوب الجميع على التخيير (٥) " (٦).

ثم ذكر استدراكًا من المخالف: "فإن قيل: ما ذكرتموه من الدليل إنما يلزم أن لو كانت آية التكفير - وهي قوله تعالى: {فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ} [المائدة: ٨٩] الآية- دالة على تخيير كل واحد واحد من الأمة بين خصال الكفارة بجهة الإيجاب، وما المانع أن يكون ذلك إخبارًا عما يوجد من الكفارة وتقديره: فما يوجد من الكفارة هو إطعام من حانث، أو كسوة من حانث آخر، أو عتق من حانث آخر؟ ! " (٧).

فاستدرك عليهم بالإجماع فقال: "والجواب عن السؤال الأول: أن الإجماع من


(١) إبدال لام التعريف ميمًا لغة حمير وطيئ. يُنظر: شرح شافية ابن الحاجب (٤/ ٤٥١)؛ الجنى الداني في حروف المعاني (١/ ٢٢، ٣٤)؛ قطر الندى وبل الصدى (ص ١٣٧).
(٢) الإبهاج (٧/ ٢٨٠٣ - ٢٨٠٥).
(٣) هو: أبو علي، محمد بن عبدالوهاب الجبائي، وسبقت ترجمته (ص: ١٩٦).
(٤) هو: أبو هاشم، عبدالسلام بن محمد الجبائي، وسبقت ترجمته (ص: ١٦٩).
(٥) يُنظر: المغني للقاضي عبدالجبار (١٧/ ١٣٥)؛ المعتمد (١/ ١٧٠).
(٦) الإحكام للآمدي (١/ ١٣٧).
(٧) المرجع السابق (١/ ١٣٩).

<<  <   >  >>