للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

تمهيد

اهتمام العلماء بآداب العلم عمومًا

اهتم العلماء بذكر آداب العلم عمومًا، ووضع علماء المناظرة والجدل (١) جملة من الآداب ألزموا المتناظرين بها؛ محافظة على سلامة المناظرة، وتحقيقًا للغرض منها.

وآداب الاستدراك: استعمال ما يَحسُنُ فيه. (٢)

يقول ابن عقيل: "فأما آدابه التي إذا استعملها الخصم وصل إلى بغيته، وإن لم يستعملها كثر غلطه، واضطرب عليه أمره" (٣).

وقال: "وآدابُ الجدل تُزيِّن صاحبها، وتركُ الأدب يَشينُه، وليس ينبغي أن يَنظُرَ إلى ما يَتَّفقُ لبعض من تركه من الحُظوةِ في الدنيا؛ فإنه إن كان رفيعًا عند الجُهَّال؛ فإنه ساقط عند ذوي الألباب" (٤).

ويمكن الاستفادة مما ذكر في آداب المناظرة والجدل؛ إذ هما صورة من صور الاستدراكات. (٥)


(١) يُنظر: الفقيه والمتفقه (٢/ ٤٨ - ٦٠)؛ الواضح في أصول الفقه (١/ ٥١٦ - ٥٢٦)؛ الجدل على طريقة الفقهاء (ص: ٢)؛ الجذل في علم الجدل (ص: ١٣ - ١٨)؛ أصول ابن مفلح (٣/ ١٤١٨ - ١٤٢٨)؛ آداب البحث والمناظرة (٢/ ٢٧٤)؛ ضوابط المعرفة (ص: ٣٧٢).
(٢) اقتباسًا من تعريف ابن عقيل لأدب الجدل. يُنظر: الواضح في أصول الفقه (١/ ٥١٦).
(٣) يُنظر: الجدل على طريقة الفقهاء (ص: ٢).
(٤) يُنظر: الواضح في أصول الفقه (١/ ٥١٦).
(٥) فكل مناظرة ومجادلة مع الخصم ما هو إلا استدراك عليه، فيمكن القول بأن كل مناظرة وجدل استدراك لا العكس، فالاستدراك أعم منهما؛ لأن من صور الاستدراك ما لا يكون فيه مناظرة؛ وإنما فقط تعقيب للتصويب وتكميل ورفع للبس، ويكون الاستدراك بين الخصوم والأصحاب، وأما المناظرة والجدل فبين الخصوم فقط. والله أعلم.

<<  <   >  >>