للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• السبب الثالث: الاستدراك بسبب نقد المستدرَك فيه

النقد من أسباب الاستدراك، ويندرج تحته الأسباب التالية:

• أولاً: نقد الموضوع:

نقد بعض الأصوليين إقحام مواضيع ليست من أصول الفقه، وأقرر ذلك بالأمثلة التالية:

• المثال الأول:

نقد ابن حزم إدراج مسألة: النسخ قبل التمكن في أصول الفقه؛ لأنه لا ينبني عليها فروع فقهية عنده، فقال: "وما ندري أنَّ لطالب الفقه إليه حاجة" (١).

• المثال الثاني:

نقد الإمام الغزالي إقحام موضوع (قوادح العلة (٢)) وموضوع (تصويب المجتهدين) في علم الأصول حيث قال: " ... ووراء هذه اعتراضات: مثل المنع، وفساد الوضع، وعدم التأثير، والكسر، والفرق، والقول بالموجَب، والتعدية والتركيب.

وما يتعلق فيه تصويب نظر المجتهدين قد انطوى تحت ما ذكرناه وما لم يندرج تحت ما ذكرناه فهو نظر جدلي يتبع شريعة الجدل التي وضعها الجدليون باصطلاحهم، فإن لم يتعلق بها فائدة دينية، فينبغي أن نشح على الأوقات من أن نضيعها بها وتفصيلها، وإن تعلق بها فائدة؛ من ضم نشر الكلام، ورد كلام المناظرين إلى مجرى الخصم؛ كيلا يذهب كل واحد عرضًا وطولاً في كلامه منحرفًا عن مقصد نظره؛ فهي ليست فائدة من جنس أصول الفقه؛ بل هي من علم الجدل، فينبغي أن تفرد


(١) الإحكام لابن حزم (٤/ ٤٩٩).
(٢) قوادح العلة: مبطلاتها. يُنظر: التحبير شرح التحرير (٧/ ٣٥٤٤).
وسبق تعريف بعض هذه القوادح، وسيرد تعريف بعضها في الفصل الخامس: معايير الاستدراك الأصولي.

<<  <   >  >>