للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بالنظر ولا تمزج بالأصول التي يقصد بها تذليل طرق الاجتهاد للمجتهدين" (١).

• المثال الثالث:

نقد المازري على الجويني الحديث عن إعراب ما بعد (إلا) فقال: "وهذا كله مستقصى من كتب النحاة، وكان الأليق الإضراب عنه في مثل هذا التأليف، وإحالة بسطه إلى أهله وكتبهم" (٢).

• المثال الرابع:

ذكر ابن رشد (٣) أثناء حديثه عن حد الحكم، وتعرضه لمسألة التحسين والتقبيح، فاستدرك إدراج هذه المسألة في علم الأصول فقال: " ... والقول في هذه المسألة ليس من هذا العلم الذي نحن بسبيله" (٤). ثم ختم المسألة بقوله: "وهذا كله ليس من هذا العلم" (٥).

كما نقد إدراج مسألة (تقسيم الواجب إلى معين ومخير) في علم الأصول فقال: "والكلام في هذه المسألة ليس من هذا العلم الذي نحن بسبيله؛ بل يكفي من ذلك


(١) المستصفى (٣/ ٧٤٦ - ٧٤٧).
(٢) إيضاح المحصول من برهان الأصول (ص: ٢٩٥).
(٣) هو: أبو الوليد، محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن أحمد بن رشد، الشهير بالحفيد، من أهل قرطبة، وقاضي الجماعة بها، العلامة فيلسوف وقته، درس الفقه والأصول وعلم الكلام والطب، وبرع في اللغة العربية، وقيل: كان يحفظ شعر أبي تمام والمتنبي. من مصنفاته: "بداية المجتهد ونهاية المقتصد" في الفقه ذكر فيه أسباب الخلاف، وكتاب " الكليات في الطب"، و" مختصر المستصفى" في الأصول، (ت: ٥٩٥ هـ).
سير أعلام النبلاء (٢١/ ٣٠٧)؛ تاريخ الإسلام (٤٢/ ١٩٦)؛ الديباج المذهب (١/ ٢٨٤).
(٤) يُنظر: الضروري في أصول الفقه (ص: ٤٢).
(٥) الضروري في أصول الفقه (ص: ٤٣).

<<  <   >  >>