للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

• المجموعة السادسة: صيغ النفي، وفيها ثمان صيغ.

• أولاً: التعبير بنفي الصحة:

• المثال الأول:

قال الشيرازي في (لفظ رواية الصحابي: من السنة كذا): "وكذلك إن قال: من السُّنَّة كذا؛ حُمِل على سُنَّة النبي - صلى الله عليه وسلم -.

وقال أصحاب أبي حنيفة: لا يُحْمَلُ على ذلك إلا بدليل (١). وهو قول أبي بكر الصيرفي، وهذا غير صحيح؛ لأن الذي يحتجُّ بأمره ونهيه وسنته هو الرسول - صلى الله عليه وسلم -، فإذا أطلق الصحابي ذلك وجب أن يُحمل عليه" (٢).

• المثال الثاني:

قال ابن قدامة في مسألة (مراسيل الصحابة (٣)): "مراسيل أصحاب النبي

- صلى الله عليه وسلم - مقبولة عند الجمهور (٤).

وشذ قوم فقالوا: لا يقبل مرسل الصحابي إلا إذا عرف بصريح خبره، أو بعادته أنه لا يروي إلا عن صحابي؛ وإلا فلا؛ لأنه قد يروي عمن لم تثبت لنا صحبته.

وهذا ليس بصحيح؛ فإن الأمة اتفقت على قبول رواية ابن عباس ونظرائه من أصاغر الصحابة مع إكثارهم وأكثر روايتهم عن النبي - صلى الله عليه وسلم - " (٥).


(١) يُنظر مذهب الحنفية في: التقرير والتحبير (٢/ ٣١٥)؛ تيسير التحرير (٣/ ٦٩)؛ فواتح الرحموت (٢/ ١٦٢).
(٢) يُنظر: اللمع في أصول الفقه (ص: ٦٥).
(٣) المراد بمراسيل الصحابة: ما رواه الصحابي عن النبي - صلى الله عليه وسلم - بواسطة راوٍ آخر لم يُسمِّه. يُنظر: شرح مختصر الطوفي (٢/ ٢٢٨).
(٤) يُنظر: العدة (٣/ ٩٠٦)؛ أصول السرخسي (١/ ٣٥٩)؛ تقريب الوصول (ص: ٣٠٥ - ٣٠٦)؛ البحر المحيط (٤/ ٤٠٩).
(٥) روضة الناظر (١/ ٣٦٥).

<<  <   >  >>