للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

احلَّت فيه نجاسة فالواجب ألا يُقرب.

قال أبو محمد: وهذا ليس يقول به أبو سليمان (١) - رحمه الله - ولا أحدٌ من أصحابنا؛ وإنما هو قولٌ لقومٍ لا يُعتدُّ بهم في جملتنا؛ كالقاساني (٢) وضربائه" (٣).

• المثال الثاني:

ما ذكره الإسنوي في مسألة (العلم الحاصل من التواتر هل هو ضروري (٤) أو نظري (٥)؟ ) فقال: "ذهب الجمهور إلى أن العلم الحاصل عقب التواتر ضروري


(١) هو: أبو سليمان، داود بن علي بن خلف الأصبهاني الظاهري، أخذ العلم عن إسحاق ابن راهوية، وأبي ثور، كان زاهدًا، بصيرًا بالفقه، عالمًا بالقرآن، حافظًا للأثر، رأسًا في معرفة الخلاف، له ذكاء خارق، (ت: ٢٧٠ هـ).
تُنظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص: ١٠٢)؛ سير أعلام النبلاء (١٣/ ١٠٢)؛ طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (١/ ٧٧).
(٢) هو: أبو بكر محمد بن إسحاق القاساني - نسبة إلى قاسان بلدة عند قم في إيران - وقيل: القاشاني، أخذ العلم عن داود؛ إلا أنه خالفه في مسائل كثيرة في الأصول والفروع. وذكر ابن نديم أنه كان أولاً داوديًّا ثم انتقل إلى مذهب الشافعي وصار رأسًا فيه. من مصنفاته: "كتاب الرد على داود في إبطال القياس"، وكتاب" إثبات القياس"، و" الفتيا الكبير"، (ت: بعد الثلاثمائة من الهجرة).
تُنظر ترجمته في: طبقات الفقهاء للشيرازي (ص: ١٧٦)؛ الفهرست (ص: ٣٠٠)؛ أصول الفقه تاريخه ورجاله (ص: ٩٨).
(٣) الإحكام في أصول الأحكام لابن حزم (٨/ ٥٤٦).
(٤) العلم الضروري: كل علم لم يقع عن نَظَر واستدلال؛ كالعلم الواقع عن الحواس الخمس. يُنظر: الحدود في الأصول (ص: ٢٥ - ٢٧)؛ شرح اللمع (١/ ١٤٨ - ١٤٩).
(٥) العلم النظري: كل علم وقع عن نظر واستدلال؛ كالعلم بأنصبة الزكاة. يُنظر: المراجع السابقة.

<<  <   >  >>