للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

"وجزم به موسى بن عمران (١) لقوله - عليه السلام - بعد ما أنشدت ابنة النضر بن الحارث: (لو سمعت ما قتلت) " (٢).

قال الإسنوي: "استدل موسى بن عمران على الوقوع بأمرين: أحدهما: قضية النضر بن الحارث (٣)؛ وهي على ما حكاه ابن هشام (٤) في السيرة أن النبي - صلى الله عليه وسلم - حين فرغ من بدر الكبرى توجه إلى المدينة ومعه الأسارى، فلما كان بالصفراء (٥) أمر عليًا


(١) هو: أبو عمران، موسى بن عمران، متكم من المعتزلة، من الطبقة السابعة، كان واسع العلم في الكلام والفتيا، وكان يقول بالإرجاء، ولم تذكر المراجع المترجم له سنة وفاته، وإن كان معظم تلك الطبقة في الربع الأول من القرن الثالث، وجاء في ترجمته أن اسمه: مُويس، وكذلك جاء في المحصول والتحصيل.
تُنظر ترجمته في: طبقات المعتزلة (ص: ٧١)؛ فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة (ص: ٢٧٩).
يُنظر كذلك: المحصول (٦/ ١٣٧)؛ التحصيل (٢/ ٣٢٣).
(٢) منهاج الوصول - مطبوع مع نهاية السول - (٢/ ٩٥٦).
(٣) هو: النضر بن الحارث بن علقمة بن كلدة بن عبد مناف بن عبدالدار بن قصي القرشي، وكان أشد قريش في تكذيب النبي - صلى الله عليه وسلم - والأذى له ولأصحابه، وكان ينظر في كتب الفرس ويخالط اليهود والنصارى، وكان يقول: إنما يأتيكم محمد بأساطير الأولين. وكان صاحب لواء المشركين ببدر، أسره المقداد يوم بدر، وأمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بضرب عنقه، فقتله علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -.
تُنظر ترجمته في: سيرة ابن هشام (٢/ ١٣٧)؛ الكامل في التاريخ (١/ ٥٩٤).
(٤) هو: أبو محمد، عبدالملك بن هشام بن أيوب الحميري المعافري، جمال الدين، العلامة النحوي الإخباري، راوي السيرة عن زياد بن عبدالله البكائي عن ابن إسحاق مصنفها، وإنما نسبت إليه فيقال: "سيرة ابن هشام"؛ لأنه هذبها، وزاد فيها، ونقص منها، وحرر أماكن واستدرك أشياء. أصله من البصرة، وأقام بمصر، واجتمع به الشافعي حين وردها. من مصنفاته: السيرة النبوية المعروفة بـ"سيرة ابن هشام"، وله كتاب في أنساب حمير وملوكها، وكتاب في شرح ماوقع في أشعار السير من الغريب، (ت: ٢١٣ هـ).

تُنظر ترجمته في: وفيات الأعيان (٣/ ١٧٧)؛ تاريخ الإسلام (١٥/ ٢٨١)؛ البداية والنهاية (١٠/ ٢٨١).
(٥) الصفراء: هو وادٍ من أودية الحجاز، وأحد الأوديه الكبيرة في المملكة العربية السعودية ينحدر من جبال السروات باتجاه الغرب، ويبلغ طوله أكثر من (١٢٠) كيلاً تقريبًا، قريب من المدينة، ويقال له: ذو أثيل، سمي بهذا الاسم نسبة إلى الصفراء وهي قرية قديمة ذكرها أصحاب المعاجم المتقدمون؛ مثل: ياقوت الحموي، وكان هذا الوادي من أودية بني غفار من قبيلة كنانة، واليوم ينتسب سكانه إلى قبيلة حرب.
يُنظر: معجم البلدان (١/ ٩٤)؛ موقع ويكيبيديا الموسوعة الحرة على الرابط:
http://ar.m.wikipedia.org/wiki

<<  <   >  >>