للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وقال أبو الثناء الأصفهاني (١)

في استدراكه على من أرجع ضمير "ينحصر (٢) " في قول ابن الحاجب (٣) في مختصره على العمل بالأحكام فقال: " ... وهذا وإن كان أقرب إلى الصواب، ولكن فيه خلل ... " (٤).

فالخلل شامل لإكمال نقص، أو دفع وهم، أو تصحيح خطأ، أو نقد، وبالتالي لا يدخل فيه ما ذكره الأصوليون بصيغة "أفعل التفضيل"؛ مثل: هذا أولى, أو أصح ... ؛ لأنه لا يُعدُّ خللاً؛ بل هو صحيح أو يخالف الأولى.

والذي يترجح لدي أن موضوع " الاستدراك الأصولي" هو ما يذكره الأصوليون في مصنفاتهم الأصولية من ألفاظ ومعانٍ، وما يعرض لها من جهة إكمال نقص، أو دفع وهم، أو تصحيح خطأ، أو نقد، أو توجيه لأولى.

والذي يؤكد هذا ما جاء في أصل مادة "الاستدراك" والتعريف اللُّغوي بأنه: اللحوق والتتبع، وما جاء بصيغة "أفعل" التفضيل لا يخلو من اللحوق والتتبع للسابق.


(١) هو: أبو الثناء، محمود بن عبدالرحمن بن أحمد الأصفهاني، شمس الدين، كان إمامًا متميزًا في شتى الفنون، فقيه شافعي، أصولي. من مصنفاته: "بيان مختصر ابن الحاجب"، و"شرح المنهاج الوصولي"، و"شرح الطوالع"، (ت: ٧٤٩ هـ) بالطاعون.

تُنظر ترجمته في: طبقات الشافعية الكبرى لابن السبكي (١٠/ ٣٨٣)؛ طبقات الشافعية لابن قاضي شهبة (٣/ ٧١)؛ شذرات الذهب (٦/ ١٦٥).
(٢) وعبارة ابن الحاجب في مختصره منتهى السؤل والأمل في علمي الأصول والجدل: "وينحصر في المبادئ، والأدلة السمعية، والاجتهاد، والترجيح". (١/ ٢٠٠).
(٣) هو: أبو عمرو، عثمان بن عمرو بن أبي بكر الرويني المصري، جمال الدين، الفقيه المالكي، كان أصولياً متكلماً عالماً باللغة العربية، كان محبًّا للشيخ عز الدين بن عبدالسلام الشافعي. من أهم مصنفاته: "مختصره في أصول الفقه"، ومختصره في الفقه المعروف" بجامع الأمهات"، و" الكافية " في النحو، (ت: ٦٤٦ هـ).
تُنظر ترجمته في: بغية الوعاة (٢/ ١٣٤)؛ البداية والنهاية (١٣/ ١٧)؛ وفيات الأعيان (٣/ ٢٤٨).
(٤) بيان المختصر (١/ ١١).

<<  <   >  >>