للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

وقد وقع لإمام الحرمين رحمه الله (١) في أول كتاب البرهان اعتذار عن إدخال ما ليس بقطعي في مسائل الأصول، فقال: "فإن قيل: تفصيل أخبار الآحاد والأقيسة لا تُلْفَى إلا في أصول الفقه، وليست قواطع. قلنا: حظ الأصولي إبانة القواطع في وجوب العمل بها، ولكن لا بد من ذكرها ليتبين المدلول ويرتبط بالدليل" (٢).


(١) هو الإمام أبو المعالي عبد الملك بن عبد الله بن يوسف الجويني، ٤١٩ بنيسابور - ٤٧٨ بِبُشْتَنِقَان. سمع من أبيه أبي محمد كتباً كثيرة، والحديث من أبي بكر أحمد بن محمد الأصبهاني التميمي، ومن أبي سعد عبد الرحمن بن حمدان النيسابوري، ومن أبي حسان محمد بن أحمد المُزَكِّي وغيرهم. واْخذ الأصول عن أبي القاسم الإسْكَاف الإسفراييني. وقرأ القراءات على أبي عبد الله الخبازي. ودرس النحو على أبي الحسن علي بن فَضَّال المُجَاشَعِي. رحل إلى بغداد وأصبهان ..
وله مصنفات في الكلام وأصول الفقه والخلاف والجدل والفقه والتفسير والخطب والمواعظ والوصايا. ومن أشهر مؤلفاته في الأصول: البرهان، والورقات، والتلخيص. وله في الفقه: نهاية المطلب، ومختصره، وربما ألحقنا بذلك كتاب الغياثي: غياث الأمم في التياث الظلم، وفي الكلام: الإرشاد، والشامل، والعقيدة النظامية. وفي الخلاف: الأساليب، والكافية، والدرّة المضية. وله الأربعون في الحديث. د/ عبد العظيم الديب. فقه إمام الحرمين، ومقدمة البرهان.
وقد تضمن كتاب البرهان مباحث جليلة في المقاصد في كتاب القياس: ٢/ ٩٢٣ - ٩٦٤، الفقرات ٩٠١ - ٩٥٢. وفي كتاب الاستدلال: ٢/ ١١٢٣ - ١١٣٥، الفقرات: ١١٢٧ - ١١٥٧. وبنى كتابه الغياثي في بيان مسائله على مراعاة المقاصد واتباع وجوه المناسبات التي لا شاهد لعينها بالاعتبار، وإن كان يشهد لجنسها بالاعتبار مجموع أدلة وتفاريق أمارات وعلامات. وهذا يرد مفصلاً في قسمي الكتاب.
(٢) حظ الأصولي إبانة القاطع في العمل بها، ولكن لا بد من ذكرها ليتبين المدلول ويرتبط الدليل به. الجويني. البرهان: ١/ ٨٦، ف: ٦.

<<  <  ج: ص:  >  >>