للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

منها (١) قوله تعالى عقب آية الوضوء: {مَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيَجْعَلَ عَلَيْكُمْ مِنْ حَرَجٍ وَلَكِنْ يُرِيدُ لِيُطَهِّرَكُمْ} (٢) وقوله تعالى {وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ} (٣). ونزيد على ذلك أدلة كثيرة مثل قوله تعالى عقب الأمر باجتناب الخمر والميسر: {إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ} (٤). وقال تعالى: {ذَلِكَ أَدْنَى أَلَّا تَعُولُوا} (٥). وقال: {وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الْفَسَادَ} (٦). وستأتي أمثلة في مبحث طريق


= من زعم أنه خلق خلقه وشرع دينه عبثاً وسدى، وتارة ينكر على من ظن أنه يسوّي بين المختلفين اللذين يقتضيان أثرين مختلفين، وتارة يخبر بكمال حكمته وعلمه المقتضي أنه لا يُفرِّق بين متماثلين ولا يسوّي بين مختلفين، وأنه ينزل الأشياء منازلها ويرتبها مراتبها، وتارة يستدعي من عباده التفكر والتأمل والتدبّر والتعقل لحسن ما بعث به رسوله وشرعه لعباده، كما يستدعي منهم التفكّر والنظر في مخلوقاته وحكمها وما فيها من المنافع والمصالح، وتارة يذكر منافع مخلوقاته منبهاً بها على ذلك وأنه الله الذي لا إلا إله إلا هو، وتارة يختم آيات خلقه وأمره بأسماء وصفات تناسبها وتقتضيها.
والقرآن مملوء من أوله إلى آخره بذكر حكم الخلق والأمر ومصالحهما ومنافعهما وما تضمَّناه من الآيات الشاهدة الدالة عليه، ولا يمكن من له أدنى اطلاع على القرآن إنكار ذلك. اهـ. ابن القيم. مفتاح دار السعادة: ٢٣؛ شفاء العليل في مسالك القضاء والقدر والحكمة والتعليل: ١٨٦ - ٢٧٨.
(١) الشاطبي: الموافقات: (١) ٢/ ١، ٢ = (٢) ٢/ ٣١٢ = (٣) ١/ ٧ (٤) ٢/ ١٢.
(٢) المائدة: ٦.
(٣) البقرة: ١٧٩.
(٤) المائدة: ٩١.
(٥) النساء: ٣.
(٦) البقرة: ٢٠٥.

<<  <  ج: ص:  >  >>