للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولكنّي اقتصرت على سلام ... يذكرك المحبة والودادا (١)

ومن شعره الرائق ما أنشده تحية لبعض شيوخه. وتلك كانت عادة نجباء الطلاب مع شيوخهم، فمن ذلك تهنئته لأستاذه وأخيه أبي عبد الله محمد ابن عاشور بختمه تدريس كتاب الأشموني، وذلك في ١٩ رجب ١٢٥٥/ ١٨٣٩. وهي طويلة طالعها:

هو العلم ضاءت من سناه المحافل ... وشاعت له بين الأنام فضائل (٢)

وتهنئته للعلامة الشيخ محمد ابن سلامة بختم كتاب الشفا لعياض ١٢٦٢/ ١٨٤٦ أنشدها بحضرة الأمير المشير الأول أحمد باشا، وطالعها:

لك الله من برق بدا متبسما ... تألّق ما بين المنازل والحمى

وفيها يخلص إلى مدح الباشا بأبيات كثيرة، نذكر منها:

رأى طلعة الباشا المشير تحُفُّها ... سرادق عزٍّ ما أجلَّ وأفخَما

مليك يقاد النصر طوعاً لعزمه، ... وإن عُدَّت الأقيالُ كان المقدَّما

تصدّى لحفظ الدين بالحزم والنهى ... فشيّد أركانا وأوضح معلما

وأحيى رسوم العلم بعد اندراسها ... وجيّش في قهر العداة عرمرما (٣)

ولكأن سجايا ممدوحه هي التي أكدت أواصر الود بينهما، لما قامت عليه من مفاخر ومناقب: كتأسيس المدرسة الحربية بباردو، وتأسيسه للتعليم الرسمي بجامع الزيتونة، وتزيينه صدر الجامع الأعظم بخزائن العلم النافعة الفاخرة، وحفاظه الدائم للدين والملة.


(١) محمد النيفر. عنوان الأريب: ٢/ ٩٠٥، ٣١٧.
(٢) المرجع نفسه: ٢/ ٩٠٠، ٣١٧.
(٣) المرجع نفسه: ٢/ ٩٠٢، ٣١٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>