للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وليس تخصيصه بالعقائد في كلام بعض المفسرين مثل فخر الدين الرازي (١) والبيضاوي (٢) إلا انقياداً لظاهر سياق الكلام السابق، لأن الآيات قبلها وردت في ذم الشرك وإبطال عقائد المشركين والدهريين، ابتداء من قوله تعالى: {اللَّهُ يَبْدَأُ الْخَلْقَ ثُمَّ يُعِيدُهُ ثُمَّ إِلَيْهِ تُرْجَعُونَ} (٣) إلى أن قال: {فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا}، وبظنهم أن الفاء فاء التفريع. وكِلا الأمرين غير ظاهر. فليس سياق الكلام بموجب تجزئةَ اسم الكُل. فإن الدين اسم يشمل جميع ما يتدين به المرء كما دل عليه حديث: "هذا جبريل أتاكم يعلمكم دينكم" (٤).


(١) حيث قال: إذا تبيّن الأمر وظهرت الوحدانية، ولم يهتد المشرك فلا تلتفت أنت إليهم وأقم وجهك للدين، أي أقبل بكلك على الدين، وقال: إن الله فطر الناس عليه أي الدين، حيث أخذهم من ظهر آدم، وسألهم ألست بربكم؟ فقالوا: بلى. ولا تبديل لخلق الله، أي الوحدانية مترسخة فيهم لا تغيير لها لكن الإيمان الفطري غير كاف. الفخر. التفسير الكبير: ١٢/ ١٢٠ - ١٢١
(٢) حيث قال في تفسير الآية: فقوّمه له غير ملتفت أو ملتفت عنه وهو تمثيل للإقبال والاستقامة عليه والاهتمام به. والفطرة التي فطر الناس عليها قبولهم للحق وتمكنهم من إدراكه أو ملّة الإسلام .... البيضاوي. أنوار التنزيل وأسرار التأويل: بحاشية الشهاب على البيضاوي: ٧/ ١٢١.
(٣) الروم: ١١.
(٤) انظر ١ كتاب الإيمان، ١ باب الإيمان والإسلام والإحسان، ح ١. مَ: ١/ ٣٦ - ٣٨؛ انظر ٣٤ كتاب السنة، ١٧ باب في القدر، ٤٦٩٥. دَ: ٥/ ٦٩ - ٧٣؛ انظر ٤١ كتاب الإيمان، ٤ باب ما جاء في وصف جبريل للنبي - صلى الله عليه وسلم - الإيمان والإسلام، ٢٦١٠. تَ: ٥/ ٦ - ٧؛ انظر حديث أبي هريرة: ٦ كتاب المواقيت، ٦ باب آخر وقت الظهر. نَ: ١/ ٢٤٩ - ٢٥١؛ =

<<  <  ج: ص:  >  >>