للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقد أتى في فصل اجتماع المصالح والمفاسد بأمثلة كثيرة:

أحسنها: "أن الحجر على المريض فيما زاد على ثلث ماله مضرة له ومفسدة تلحقه، لكنه مصلحة لورثته. فقُدِّم حقُّ ورثته في ثلثي ماله" (١).

"وأنَّ وضع يد غير المالك على الملك مفسدة للمالك. ولذلك وجب الضمان بالإتلاف. ولم تُعتبر هذه المفسدةُ في تصرفات الحكام إذا أخطؤوا في الاجتهاد في الحكم. فلم يجب الغُرم على الحاكم تقديماً لمصلحة إقدام القضاة على مفسدة المحكوم عليه خطأ" (٢).

وقد يسمى الصلاح خيراً والمفسدة شراً كما ورد في حديث حذيفة: "كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير، وكنتُ أسأله عن الشر، مخافة أن أقع فيه" (٣). وكما ورد في قول أبي بكر لعمر


(١) نقل بتصرف. المثال الثامن عشر. ابن عبد السلام. القواعد: ١/ ١٠٤، ١٠٥.
(٢) نقل بتصرف. انظر المثال الثاني والعشرين. ابن عبد السلام. القواعد: ١/ ١٠٦.
(٣) انظر ٦١ كتاب المناقب، ٢٥ باب علامات النبوة، ح ٣٤. خَ: ٤/ ١٧٨؛ ٩٢ كتاب الفتن، ١١ باب كيف الأمر إذا لم تكن جماعة. خَ: ٨/ ٩٢، ٩٣، وتمام الحديث: "كان الناس يسألون رسول الله - صلى الله عليه وسلم - عن الخير وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني. فقلت: يا رسول الله إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير. فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: نعم. فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: نعم، وفيه دخن. قلت: وما دخَنُه؟ قال: قوم يستنّون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر. فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: نعم دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوهم فيها. فقلت: يا رسول الله صفهم لنا. قال: نعم قوم من جلدتنا ويتكلّمون بألسنتنا. قلت: يا رسول الله فما تَرى إن أدركني =

<<  <  ج: ص:  >  >>