للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال عبد بني الحسحاس:

وهن بنات القوم إن يشعروا بنا ... تكن في بنات القوم إحدى الدهارس (١)

في: تعليلية، والدهارس: المصائب. وكانت عندهم علاقة أخرى تقرب من السر وهو الضماد (٢) *. وعند غير العرب من الأمم كيفيات أخرى عديدة.

فكان اعتناء الشريعة بأمر النكاح من أسمى مقاصدها, لأن النكاح جِذم نظام العائلة. وأن مقصدها منه قصرُ الأمة على هذا الصنف من الزواج دون ما عداه مما حكي في حديث عائشة.

وحقيقته، هو اختصاص الرجل بامرأة أو نساء هُن قرارات نسله حتى يثق من جراء ذلك الاختصاص بثبوت انتساب نسلها إليه. فإن هذا الاختصاص حفّت به أشياء منذ القدم كانت وازعة للمرأة عن الوقوع فيما يفضي إلى اختلاط النسب. تلك الوازعة هي حصانة


(١) هو أبو عبد الله سحيم بن وثيل. زنجي حبشي أسود فصيح. كان يشبب بالنساء ومن بينهن أخت مولاه، وبنت سيده. وهذا البيت ثان من قصيدة له من الطويل طالعها:
كأن الصبيريات يوم لقيننا ... ظباء حنت أعناقها للمكانس
فكم قد شققنا من رداء منيَّر ... ومن برقع عن ناظر غير ناعس
الكتبي. الفوات: ١/ ٢٣٨، ع ١٣٤؛ الأصبهاني. الأغاني: ٢٢/ ٣٢٦ - ٣٣٨؛ البغدادي. الخزانة: ٢/ ١٠٢ - ١٠٦؛ شرح أبيات المغني: ٢/ ٣٤٠ - ٣٤٢.
(٢) * الضَّماد - بكسر الضاد المعجمة، ويقال: الضَّمْد بفتح الضاد وسكون الميم - هو أن تتخذ المرأة ذات الزوج خليلاً في وقت شدّة القحط لينفق عليها حين تقلّ نفقة زوجها، وفي الغالب يكون ذلك بغض نظر من زوجها أو خفية منه. اهـ. تع ابن عاشور.

<<  <  ج: ص:  >  >>