للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وذكر من المولّدين الذين وقع الاحتجاج بلغتهم في كلامهم وأشعارهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي، والمتنبي، والزمخشري، ومعاصري بشار أمثال العجاج، ورؤبة بن العجاج، وذي الرمة، وأبي النجم، والراعي (١).

ورغم هذه المكانة العالية لبشار في اللغة وتصاريفها كان محلَّ نزاع فيما بدر منه من مخالفات اللسان أو القواعد بين عدد من علماء العربية والبلاغة.

وبقراءة متأنِّية أمكن للشيخ ابن عاشور، أن يقف على عدة مخالفات أو تجاوزات لغوية وعربية وقعت في شعر بشار (٢).

فمن أخطائه اللغوية قوله:

دع عنك حماداً وخُلقانه ... لا خير في خُلْقان حماد

فقد جاء بخلقان جمعاً لخُلق، وهو في العربية جمعُ خَلَق، ولا يصح قياس الأول على الثاني لأنهما ليسا من باب واحد، كما لا يصح أن يكون خلقان مصدراً كالكفران والغفران والسكران. فتعيّن أن يكون بشار قد سمع هذا اللفظ من العرب فأجازه. ولا يصحّ اعتبار خلقان جمعاً لخَلَق هنا، فإن الأبيات في سياق الشاهد تؤكد تخريج الشيخ ابن عاشور. قال بشار:

يا طالب الحاجات لا تعصني ... واسمع فإني ناصح هاد

دع عنك حماداً وخُلقانه ... لا خير في خُلقان حماد

الموثر الرأسَ على ربه ... والجاعل الخنزير في الزاد


(١) محمد الطاهر ابن عاشور. مقدمة ديوان بشار: ٧٩.
(٢) محمد الطاهر ابن عاشور. مقدمة الديوان: ٣/ ٩٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>