للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

خلافة، ووزارة، ونقابة، وقضاء، وإمامة الصلاة، والجهاد، والتعليم، وغيرها مما شُرع لمصالح عامة.

والقصد الأول من هذه التكاليف العينيّة الكفائية الامتثال لأمر الله والاستجابة لدعوته. وتترتّب على ذلك كلّه مقاصد تابعة. صوّرها لنا الشاطبي بقوله: ففي الصلاة يكون المقصد الأصلي منها إظهار الخضوع لله بإخلاص التوجّه إليه، والانتصاب على قدم الذلّة والصغار بين يديه، وتذكير النفس بذكره. قال تعالى: {وَأَقِمِ الصَّلَاةَ لِذِكْرِي} (١)، وقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "إن المصلّي يناجي ربه" (٢).

ومن المقاصد التابعة ما يشير إلى تطهر المؤمن المصلي من الأدناس بقيامه بفريضة الصلاة لقوله - عز وجل -: {إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ} (٣).

ومنها الاستراحة من أنكاد الدنيا لقوله: {وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَكَ عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَحْمُودًا} (٤)، وقول رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: "أرحنا بها يا بلال" (٥).

وكذلك طلب الرزق لقوله - جل جلاله -: {وَأْمُرْ أَهْلَكَ بِالصَّلَاةِ وَاصْطَبِرْ عَلَيْهَا لَا نَسْأَلُكَ رِزْقًا نَحْنُ نَرْزُقُكَ} (٦).

وترتفع المقاصد التابعة في المرتبة فتلتحق بالأصليّة متى كانت وسيلة إليها، أو مقارنة لها غير منفكّة عنها.


(١) سورة طه، الآية: ١٤.
(٢) حَم: ٢/ ٦٧، ٤/ ٣٤٤.
(٣) سورة العنكبوت، الآية: ٤٥.
(٤) سورة الإسراء، الآية: ٧٩.
(٥) دَ: ٥/ ٢٦٢؛ حَم: ٥/ ٣٦٤، ٣٧١.
(٦) سورة طه، الآية: ١٣٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>