أن يصبح فقال: نعم، إنى لأصدقه فيما هو أبعد من ذلك، أصدقه فى خبر السماء فى غدوة أو روحة، فلذلك سمى الصديق «١» . رواه الحاكم فى المستدرك، وابن إسحاق: وزاد:
ثم أقبل حتى انتهى إلى رسول الله- صلى الله عليه وسلم- فقال: يا نبى الله، أحدثت هؤلاء أنك جئت بيت المقدس فى هذه الليلة؟ قال: نعم، فقال: يا نبى الله صفه لى فإنى قد جئته، قال الحسن: فقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: فرفع لى المسجد حتى نظرت إليه، فجعل رسول الله- صلى الله عليه وسلم- يصفه لأبى بكر، فيقول أبو بكر: صدقت، أشهد أنك رسول الله، كلما وصف له منه شيئا.
وقول أبى بكر: صفه لى، لم يكن عن شك، فإنه صدقه من أول وهلة، ولكنه أراد إظهار صدقه لقومه، فإنهم كانوا يثقون بأبى بكر، فإذا طابق خبره- صلى الله عليه وسلم- ما كان يعلم أبو بكر وصدقه كان حجة ظاهرة عليهم.
وفى رواية البخارى (فجلا الله لى بيت المقدس) أى كشف الحجب بينى وبينه حتى رأيته. وفى رواية مسلم:(فسألونى عن أشياء لم أثبتها، فكربت كربا شديدا لم أكرب مثله قط، فرفعه الله لى أنظر إليه، ما يسألونى عن شىء إلا أنبأتهم به) .
فيحتمل أن يكون حمل إلى أن وضع بحيث يراه، ثم أعيد، ففى حديث ابن عباس عند أحمد والبزار: فجىء بالمسجد وأنا أنظر إليه حتى وضع عند دار عقيل فنعته وأنا أنظر إليه.
وهذا أبلغ فى المعجزة، ولا استحالة فيه، فقد أحضر عرش بلقيس فى طرفة عين.
وأما ما وقع فى حديث أم هانئ عند ابن سعد: فخيل إلى بيت المقدس، وطفقت أخبرهم عن آياته، فإن ثبت احتمل أن يكون مثل قريبا منه، كما قيل فى حديث:(رأيت الجنة والنار) ويؤول قوله: جىء بالمسجد، أى جىء بمثاله.